عادت حركة 20 فبراير مرة أخرى إلى الاحتجاج بعد أسبوع عرف فوضى في الشعارات ورفعت فيه هتافات من طرف عناصر راديكالية وصفت بأنها "لا علاقة لها بمطالب الحركة "، حيث خرج آلاف المواطنين مساء يومه الأحد في مسيرة حاشدة رفعت شعار " ضد الفساد والاستبداد" في رسالة مفادها على ما يبدو أن اليسار الراديكالي داخل الحركة قد أخطأ عندما هتف بشعارات ضد النظام المغربي في مسيرة 18 شتنبر. واستطاع نشطاء حركة 20 فبراير أن يتحكموا في الشعارات المرفوعة خلال هذه المسيرة، والتي كانت في مجملها عبارة عن شعارات ذات بعد اجتماعي تطالب بمحاربة الفساد وتندد بالبطالة والغلاء في المعيشة، إلا أن الشعارات السياسية لم تغب بشكل كلي، حيث ردد المتظاهرون شعارات مناوئة لارتباط السلطة بالمال من جهة والقداسة بالسلطة من جهة ثانية.
وقد انطلقت هذه المسيرة من أمام ساحة بني مكادة المشهورة بساحة التغيير التي عاشت مرة أخرى مع أجواء إنزال أمني من طرف القوات العمومية بشكل أكبر مما كان عليه الأمر في الأسابيع الماضية، وذلك لمنع المتظاهرين من التجمع فيها، وهو ما دفع المحتجين إلى الاحتشاد في الشارع المحاذي للساحة بالقرب من سينما طارق، قبل أن ينطلقوا في مسيرة حاشدة شقت مجموعة من أحياء منطقة بنديبان الشعبية وصولا إلى ساحة فرنسا (سور المعكازين).
وتجدر الإشارة، إلى أن تنسيقية حركة 20 فبراير قد عادت لأول مرة منذ عدة أسابيع لاستعمال مكبرات الصوت المحمولة على متن سياراتين، وهي التقنية التي كانت التنسيقية قد توقفت عن استعمالها بعدما أقدمت السلطات على حجز إحدى العربات المملوكة لدى أحد الناشطين خلال أحد المحطات الاحتجاجية.