في تحول جذري في سقف مطالبها المعلنة، شهدت مسيرة 18 شتنبر التي نظمتها حركة 20 فبراير بدعم من التنسيقية المحلية ، لأول مرة منذ انطلاق الحراك الشعبي بمدينة طنجة على غرار ما يحصل في باقي المغرب، رفع شعارات راديكالية من طرف عناصر محسوبة على الحركة، وهو ما أثار موجة احتجاجات من طرف عناصر وتيارات داخل الحركة رافضة لهذا التوجه الجديد. فحوالي الساعة الخامسة من مساء أمس الأحد، وبعد توافد المحتجين على محيط ساحة التغيير، وهو الاسم الذي يطلق على ساحة بني مكادة، والتي كانت مطوقة كعادتها من طرف القوات العمومية، تم تنظيم وقفة لبضع دقائق في نفس المكان متبوعة بعملية طواف حول الساحة، قبل أن تنطلق المسيرة فجأة وفي اتجاه مغاير لما هو معهود.
وقد شهدت هذه المسيرة التي جابت أحياء شعبية مثل حومة الحداد، السعادة، دار التونسي، حضورا كبيرا من طرف القوى اليسارية التي توصف بالمتطرفة، حيث شرع مجموعة من أنصارها المنتمين إلى تنظيم أطاك، بالإضافة إلى ما يعرف بالبرنامج المرحلي، في ترديد شعارات راديكالية ضد النظام المغربي، وهي شعارات اعتبرتها أطراف داخل حركة 20 فبراير والتنسيقية المحلية تتنافى وسقف المطالب المرفوعة المتمثلة بالدرجة الأولى في إجراء إصلاحات سياسية واقتصادية واجتماعية دون المساس بجوهر النظام.
وقد أكدت مصادر من الحركة، أن أصحاب الشعار الراديكالي كانوا يتعمدون الوقوف وراء كاميرا إحدى القنوات التلفزيونية الاسبانية ورفع صوتهم بالشعار المذكور، مما يعني حسب نفس المصادر أن الأمر كان مخططا له قبل تنظيم المسيرة. وقد سبب الشعار مشاحنات داخل المسيرة، وانسحاب العديد من المتظاهرون من بينهم تجار سوق كسبراطا.
هذا وقد تمكن مجموعة من النشطاء داخل الحركة من ذوي التوجه الإسلامي، الذي كان حضورهم باهتا، من احتواء الوضع وإعادة الشعارات الاجتماعية إلى المسيرة التي اختتمت بساحة دار التونسي بالتأكيد على استمرار الطابع السلمي للاحتجاجات في إطار المطالب المرفوعة.