بعد أسابيع قليلة، ستجري انتخابات وطنية، لتحديد مناديب (الأعمال الاجتماعية) و (والتعاضدية)، وهما مؤسستان داخليتان لمستخدمي قطاع توزيع الماء والكهرباء وخدمة التطهير السائل بالمغرب، على مستوى الوكالات الجماعية المستقلة وشركات التدبير المفوض. وضمنها، بطبيعة الحال، طنجة الكبرى التي فوضت أمر تدبير هذا القطاع، منذ سنة 2002، إلى الشركة الفرنسية المعروفة "فيفاندي" ثم عوضتها فيما بعد شقيقتها "مجموعة فيوليا البيئة" عبر فرعها "أمانديس" إن صندوق الأعمال الاجتماعية، المعروف اختصاراً ب"الكوس"، ولا كل الصناديق: ميزانية بالمليارات، ومراكز اصطفاف "دايزها الكلام" في أهم وأكبر المدن المغربية، ونوادي وأنشطة ومشاريع بالشيء الفلاني... والصندوق التعاضدي، هو الآخر، لا يقل أهمية ووزناً: مجانية الدواء للمنخرطين، نشطاء ومتقاعدين، لهم ولذويهم، ومصحات مقبولة، وأطباء متعاقدون بأثمنة بكلفة أقل، وهكذا.. لذلك، فإن الانتخابات المشار إليها ليست مجرد لحظة عابرة، أو محطة وقوف اضطراري أو نشاط لحظي للتسلية وتجزية الوقت الفارغ ... الأمر يتعلق بانعطاف حاسم واختيار مصيري يحدد ويرهن مستقبل الصندوقين (العملاقين) طيلة ست سنوات كاملة. وعلى هذا الأساس فإن المسؤولية الموكولةللمناديب المرتقبين ليست سهلة، والطريق إلى المقر المركزي بالدار البيضاء ليست مفروشة بالورود و(العلاوات) كما يعتقد المتهافتون... وما كنا لنطرق باب الحديث في هذا المقام لولا الآتي: أولا، الموضوع يهم الداعي لكم بالخير مباشرة باعتباره واحداً من المنخرطين في هذين الصندوقين. ثانياً، لكون العبد الضعيف لله لا يوجد في حلبة السباق للظفر بمنصب من المناصب موضوع الانتخابات المقبلة، وهو اختيار شخصي ليس وليد اليوم وإنما يعود إلى سنة 2011، وهي السنة التي قدمنا فيها الاستقالة من جميع المهام النقابية والتمثيلة داخل القطاع، واعتزلنا بذلك جميع الأنشطة ذات الصلة.وهذا يجعل المرء يتابع الأوضاع بحياد، ومن مسافة مناسبة للرؤية، تسعف في التحليل الموضوعي الخالي من أي تأثر أو تأثير... ثالثاً، فإن تجربتنا المتواضعة في الميدان تفيد، بعد تحييد العاطفة والعلائق الشخصية وروابط الصداقة في الماضي والحاضر، في الإقرار بما يلي: 1- يجب عدم الانسياق وراء الأصوات التي تنادي، من هنا وهناك، بفصل الصندوقين عن المؤسسة النقابية. شخصياً لا أرى في هذه الخطوة، حتى وإن كانت نابعة من حسن نية، أي فائدة مرتقبة، ذلك أن الارتباط هو الذي يقوي ويدعم التمثيلية في الصندوقين محلياً ووطنياً من جهة، ويساهم بشكل متين في الحفاظ على التماسك والوحدة النقابية من جهة أخرى، وهو أعز ما يجب أن يحافظ عليه حاضراً ومستقبلاً... 2- لا يجب الانسياق للتوجيهات الخارجية، سواء من جهات داخل الإدارة أو من المركز، في اختيار المرشحين باسم المؤسسة النقابية، بل الأمور يجب ان تحسم داخل الهياكل المقررة في استقلالية تامة وباعتماد سيادة القرار النقابي المبني على الديمقراطية والشفافية باستحضار المصلحة العامة في مرحلة دقيقة ومحرجة... 3- ندعو إلى الاستمرار في السعي المحمود الذي انطلق قبل أيام لتحقيق مصالحة شاملة بين جميع الأطراف والتفكير في المستقبل بروح المصلحة الجماعيةونبذ جميع أنواع التمييز بن الأفراد والتكتلات أيضاً، لأن التيارات إذا كانت تنشط من داخل التنظيم ولا تسعى إلى تقويضه فإنها تخدمه أكثر مما تخذل، المهم هي الوحدة .. ثم الوحدة. لا أخفيكم سرّاً، أعرف بعض الأسماء التي أرى فيها القدرة والكفاءة للاضطلاع بهذه المسؤولية، غير أني اخترت أسلوب التكتم، حتى لا يسجل علي التحيز لطرف دون آخر، وما ما يهمني، أساساً، هو جمع الشمل وصيانة المكتسبات، فالأشخاص عابرون والعمل النقابي النبيل يجب أن يستمر.. يستمر.. أقول قولي هذا وأدعو للجميع بالتوفيق. - نلتقي !