لم يعد التطور والإنفتاح الذي تعرفه مدينة طنجة في السنوات الأخيرة منحصرا فقط على البنى التحتية ومرافق العمومية، بل أصبح يشمل مجالات أخرى تتعلق بتجارة الممنوعات وتصنيعها، وذلك بعد أن غدت عاصمة البوغاز منبعا للعديد من المخدرات الجديدة التي لم تكن معروفة لدى الساكنة في السابق. فبعد كل من حبوب "إيمدما" وأقراص "إكستازي"، ظهر مؤخرا مخدر جديد بشوارع المدينة يطلق عليه إسم "الميث"، حيث يعتبر هذا الأخير من بين أخطر الممنوعات على الصعيد العالمي نظرا لسهولة إعداده وإنخفاض تكاليفه، وهو ما أدى إدمان العديد من الشباب عليه. ويندرج "الميث" أو "الكريستال ميث"، ضمن خانة المخدرات الصناعية أي لم يتحصل عليه الإنسان من الطبيعة بل تم تخليقه معمليا من الميثامفيتامين إلى جانب مكونات أخرى تخضع جميعها لعمليات يشرف عليها خبراء في الكيمياء، لتتمخض بعد نهاية عملية على مخدر شفاف يشبه الزجاج المكسور. وكان هذا المنتوج المخدر، يتم في البداية تداوله في الصيدليات كدواء مساعد للمرضى الذين يعانون من العياء وارتخاء العضلات سنة 1937، غير أنه ومنذ بداية ظهور أعراض الإدمان على المزيد من المرضى ومن غير المرضى الذين تناولوه بحثاً عن المتعة، تم حظره كعقار يباع في الصيدليات سنة 1959 في الولاياتالمتحدة أولاً ثم باقي العالم، قبل أن يصل إلى المدن المغربية فيما بعد عن طريق التهريب. وتم إكتشاف تداول الميث في شوارع طنجة، مؤخرا، بعد إكتشاف كمية كبيرة منه عن طريق الصدفة، حيث تمكنت عناصر الشرطة بولاية أمن طنجة، من حجز 1749 قرص مخدر و210 غرامات من هذا مخدر كانت في حوزة شخصين تم توقيفهما بعد أن دخلا في خلاف داخل إحدى المؤسسات الفندقية. ويؤدي هذا المخدر الخطير إلى أعراض قاتلة تتراوح بين الشلل والموت المباشر، نظرا لقوته وإحتواءه على مواد كيميائية خطيرة تتغلغل في الجهاز العصبي وتسبب الشعور بالمتعة في الأول قبل أن يتحول ذلك إلى إدمان والموت.