"يقتل القتيل ثم يمشي في جنازته"، مثل ينطبق إلى حد بعيد على قضية سرقة منزل، تولى مقترفها مهمة تبليغ الشرطة عنها إلا أن "السحر انقلب على الساحر"، كما يقول مثل آخر. وتعود فصول القضية إلى يوم 25 غشت الجاري، عندما تقدم أحد الأشخاص بشكاية ضد مجهول إلى مصالح مفوضية أمن مدينة أصيلة، تفيد بجريمة سرقة من أحد المنازل بحي "السقاية"، مسجلا سرقة مبلغ مالي محدد في 27 ألف درهم. مصدر أمني، يفيد أن عناصر الشرطة انتقلت على الفور إلى عين المكان، من أجل مباشرة المعاينات والأبحاث الأولية، التي جعلت طريقة تنفيذ جريمة السرقة محط ارتياب وشك لدى المصالح الأمنية. وضمن مسطرة التحريات، أخضع المحققون الشخص المشتكي لبحث معمق، اعترف من خلاله باقتراف عملية السرقة والتبليغ عن جريمة خيالية، لتضليل أفراد أسرته التي كانت تودع لديه مدخراتها من البيع بالتجوال بأصيلة خلال الفترة الصيفية قبل الرحيل إلى مدينة تاونات. بعد حجز المبلغ المالي الذي كان يخفيه بطريقة محكمة أسفل كراسي سيارته نوع "استروين"، تم إخضاعه لتدابير الحراسة النظرية في انتظار تقديمه أمام النيابة العامة بابتدائية أصيلة بعدما اتضح أن الشاكي هو نفسه الجاني مقترف عملية السرقة.