تستمر أروقة حصن النصر السعدي بمدينة العرائش،عرض لوحات، ونسخ من وثائق تاريخية وناذرة، ترصد لمختلف الحقب الزمنية التي مرت على المدينة.في إطار معرض الذاكرة الفوتوغرافية التاريخية لمدينة العرائش، وهو الحدث الثقافي الأهم الذي إستقطب عدد كبير من الزوار. وهذا المعرض،منجز في إطار برنامج مؤسسة القصبة للنهوض بالتراث الثقافي للمدينة العتيقة، والذي يهدف إلى تثمين الموروث التاريخي لثغر العرائش. بدعم من المبادرة الوطنية للتنمية البشرية وبتنسيق مع المركز الثقافي الإقليمي للعرائش وجماعة العرائش وعدد من هيئات المجتمع المدني المشتغلة في حقل تثمين التراث الثقافي. وبإمكان الزوار والسياح،إلى نهاية شهر غشت الجاري،مشاهدة لوحات وصور لمدينة ليكسوس الأثرية التي يعود تاريخ إنشائها إلى القرن 12 قبل الميلاد.فضلا عن خرائط ترجع للقرن السادس عشر الميلادي، تظهر الحصون والقلاع التي كانت تحيط بالمدينة للدفاع عن حوزتها. وتعرض في جناحات هذا الحصن المعروف أيضا ب"برج اللقلاق"،خرائط للقصف الفرسي لميناء العرائش والذي أودى بحياة أكثر من 3 آلاف شخص،فضلا عن لوحات للأنشطة العسكرية لفترة الحماية الإسبانية،وكذا الزيارة التاريخية للملك محمد الخامس والأميرين المولى الحسن الثاني، والمولى عبد الله لمدينة العرائش في سنة 1957. ويعتبر حصن النصر السعدي الذي بناه السلطان أحمد المنصور الذهبي في النصف الثاني من القرن السادس عشر ،أحد أهم المعالم العسكرية،والعمائر التي أنشئها السلطان السعدي.وتتميز عمارته بضخامتنها ومناعتها. وإعتمد في بنائه على شكل المدن المحصنة ولها نظير في المدن الإسبانية والفرنسية على المحيط الأطلسي. وبُني حصن النصر السعدي،من طرف الأسرى البرتغاليين وبنائين محليين، ومناعته ناتجة عن ضرورة توفير الحماية البرية لمدينة العرائش،كان يضم ترسانة مهمة من المدفعية والمهاريس ومختلف الأشكال الدفاعية.وبلغ عددها 42 مدفعا يغطي جميع حدود المدينة حيث كان من الصعب جدا غزو العرائش بوجود هاته الترسانة. مشيج القرقري النائب الأول لرئيس المجلس البلدي،فإعتبر أن إعادة فتح هذا الحصن،فرصة لوقوف المسؤولين على أهمية هذا الفضاء التاريخي، والعمل على تهيئته وتعبئة الشركاء،ليصبح الحصن من المزارات الأثرية والسياحية لمدينة العرائش، معتبرا أن ترميم مثل هاته المعالم الآثرية التاريخية يمكن أن تضع العرائش مجددا ضمن الوجهات السياحية المتميزة. نعيمة العورفة نائبة رئيس جمعية أبناء العرائش بالمهجر، القادمة من مدينة برشلونة، فذكرت لطنجة24، أن تطرقت أن السلطات المركزية،قصّرت في حق مدينة العرائش،وتضيف "مدينتي أصيلة وعريقة،رغم أن أيادي حاولت تدمير التراث المحلي،ومسحه من دفاتر التاريخ" ووجهّت ذات الجمعوية نداء للسلطات لتوفير مشاريع تنموية وكذا إلتفاتة فيما يخص الحفاظ على الموروث الثقافي للمدينة. من جانبها دعت هناء النجار رئيسة جمعية larache en el mundo،لإعطاء قيمة وإهتمام للمدينة. وتقول أن هذا البرج بإمكانه أن يحتضن أنشطة ثقافية كبيرة،وزادت "لا معنى أن يبقى حصن النصر مغلقا بعد هذا النشاط الكبير الذي عاد بنا سنوات إلى الزمن الجميل لجوهرة الشمال". وقال محمد شكيب فليلاح اللنجري في تصريح لموقع طنجة24، إن جمعيته المشرفة على تنظيم هذا النشاط،ستكون حريصة جدا على أن يسترجع حصن النصر السعدي مجده التليد، بعد عشر سنوات من الإغلاق.وأضاف اللنجري "هناك مشاريع مستقبلية، لترميم هذا الموروث الثقافي، الذي ساهم في كتابة تاريخ المملكة المغربية برمته".