طنجة24 - ياسين العماري : تعيش البنايات التاريخية والفضاءات الخضراء،في المدينة العتيقة بالعرائش عل وقع التهميش واللامبالاة من طرف الجميع. ووصل الكثير منها إلى حال يرثى له،وإلى وضعية مزرية تهدد حياة السكان من جهة،وتقلل من جهة أخرى من الإقبال السياحي عليها. وعبّر العديد من المهتمين بمجال الآثار والسياحة،عن أسفهم من الوضع المتدهور الذي توجد فيه معظم القصبات والحصون والبوابات الآثرية،التي يعود تاريخ تشييد بعضها إلى مئات السنين. وصنّف المهتمون تلك التجاوزات الصارخة،بين إنتهاك لحرمة بعض الأماكن التاريخية والروحية،وتحويلها إلى أوكار تمارس فيها جميع الموبقات.فيما آخرون يُبخّسُون قيمتها ودورها الكبير في حماية ثغر مدينة العرائش والدفاع عن حوزة الوطن،من خلال جعلها مكبّا للنفايات ومطرحا للأزبال،ومقصدا لكل من يرغب في إفراغ مثانته من البول. وكانت بلدية العرائش قد أطلقت في وقت سابق سلسلة من الاجتماعات واللقاءات التشاورية والتنسيقية بين شركة هنكول الألمانية باعتبارها جهة مكلفة بقطاع النظافة في إطار التدبير المفوض، وبين أطر الجماعة بالمرفق العمومي، وعدد من ممثلي هيئات المجتمع المدني والفريق المحرك للمدينة العتيقة،قصد الاتفاق حول استراتيجية جديدة للتدخل في القطاع تراعي المقاربة التشاركية. وسبق للجنة منبثقة عن هذه الاجتماعات، تضم مختلف المتدخلين في القطاع،تنظيم جولات استطلاعية بأحياء مختلفة للمدينة العتيقة، قصد الوقوف على آراء الساكنة ومقترحاتهم بهذا الخصوص، وكذا الاطلاع على حالة النقاط نقاط انتشار حاويات جمع النفايات،ومراقبة ساعات وأوقات تخلص الساكنة من نفاياتهم المنزلية. وسوف تعرف العملية انطلاقتها خلال الأسبوع الأول من شهر يناير من العام 2016 ،بحملة تحسيسية واسعة النطاق سينخرط فيها كل المتدخلين، وسيتم أيضا تجنيد أكثر من 80 تلميذ وتلميذة من المتمدرسين بالمؤسسات التعليمية الثلاث بالمدينة العتيقة،إلى جانب العديد من الأنشطة البيئية التي ستكون متمحورة حول رفع تحدي المحافظة على بيئة المدينة العتيقة. وعن الأهداف الأخرى من هذه اللقاءات والمشاورات يقول محمد شكيب فليلاح، رئيس جمعية القصبة للنهوض بالتراث الثقافي للمدينة العتيقة،بأنه تبيّن بالملموس أن المدينة العتيقة عانت بما فيه الكفاية، وبعد أن لوحظ تراجع كبير وخطير على هذا المستوى،ينعكس على صحة المواطنين أولا ثم المباني التاريخية والمزارات الدينية.وأضاف فليللاح "أضحى الجميع على قناعة بأنه وللحاجة المُلحة في النظافة،إخترنا النسيج العمراني العتيق للمدينة العتيقة كفضاء تجريبي لمجموعة من التدخلات،لأننا رأينا انه الأكثر تضررا ". ويقول رئيس جمعية القصبة بأن العملية تهدف القضاء على جميع النقاط السوداء للنفايات المتمركزة عند المعالم التاريخية البارزة للمدينة كباب القصبة، وباب الديوانة، وحصن الفتح، وباب المرسى، والفضاء التاريخي للسوق الصغير، وغيرها من النقاط ذات الجاذبية المنشطة للسياحة الثقافية للمدينة . وزاد بأن المبادرة التي تعتبر جمعيته شريكا أساسيا فيها،تسعى لتحسين جودة خدمات تدبير النفايات الصلبة،ونشر ثقافة المحافظة على نظافة المدينة بين الساكنة،ومن جهة أخرى،جعل الشركة الألمانية تحسن الخدمات المرتبطة بتدبير قطاع النفايات الصلبة للساكنة، ومواجهة الحالة المزرية التي أصبحت عليها فضاءات المدينة في علاقتها بموضوع النفايات سواء المنزلية أو غيرها. الجدير بالذكر فإنه تم إختيار عدد من الأحياء في المدينة القديمة لتكون قدوة ومجالا للتجربة،قبل نقلها بعد تقييم فعاليتها لباقي الأحياء والحارات بالمدينة.وحسب تصريحات لممثل الشركة الألمانية فإن المبادرة ستشمل طلاء وصباغة الجدران والمنازل باللونين الأبيض والأزرق،ووضع مزهريات أمام أبواب المنازل،وكذا توزيع حاويات أزبال بلاستيكية وأخرى ورقية، ستوضع حسب رغبة الساكنة والجمعيات الممثلة لها.