تعاني أزقة في المدينة العتيقة للرباط، التي أصبحت قبلة لعدد كبير من السياح الأجانب، تراكما للنفايات لأيام متتالية، بشكل أضحى يثير استياء السكان، بسبب ما تثيره من روائح كريهة، وضرر لجمالية أزقتها العتيقة. "المساء" قامت بجولة داخل عدد من أزقة المدينة "العتيقة" وعاينت تراكم النفايات بجانب عدد من المنازل، ومنها بنايات مكتراة أو في ملك مواطنين أجانب، حيث عبر عدد من المواطنين عن امتعاضهم من هذا الإشكال الذي يسيء إلى سمعة العاصمة الرباط، خاصة وأن المدينة القديمة أضحت قبلة مهمة للسياح، وأيضا للطلبة الأجانب الذين يقصدون المغرب لإنجاز بعض البحوث في المؤسسات الجامعية، والدراسة في إطار عمليات التبادل التربوي. مشكل النفايات يزداد حدة مع ارتفاع درجات الحرارة، وتحول بعض النقط إلى ما يشبه "مطارح للنفايات"، أما من تسأله عن الجهة التي تتحمل المسؤولية فيرد قائلا: "إنهم المسؤولون المكلفون بتدبير قطاع النظافة". بجانب سوق شعبي لبيع الخضر طرحنا سؤالا على بعض المواطنين حول تأثيرات إشكالية النفايات داخل المدينة العتيقة، فتباينت المواقف بين من تحدث عن الأخطار الصحية لتراكم النفايات، وبين من ذهب إلى كونها تسيء إلى الرباط، وبالضبط إلى المدينة العتيقة، كوجهة سياحية، بل وكمكان للاستقرار بالنسبة إلى عدد من المواطنين الأجانب. يقول محمد، أحد التجار، في حديث ل"المساء": "هذا المشكل يمس صورة هذا الحي التاريخي، فهناك عدد كبير من السياح والمواطنين الأجانب الذين يقطنون بالمدينة القديمة، لكنهم عندما يمرون بجانب هذه النفايات المتراكمة فإنهم بطبيعة الحال ينظرون إلينا بشكل سلبي.. فلا يعقل أن يقتني السائح مسكنا بعشرات الملايين، وفي نهاية المطاف يجد نفسه بجانب مزبلة". ويضيف المتحدث ذاته: "أحيانا تتقاعس الشركة المكلفة بتدبير النفايات في القيام بعملها، فتتراكم الأزبال يوما بعد آخر، ناهيك عن مساهمة المواطنين أنفسهم في هذا المشكل من خلال تحويل بعض النقط إلى مزابل، عوض مطالبة الجهات المسؤولة بالتدخل، خاصة وأن أزقة المدينة القديمة لا يمكن أن تدخلها آليات كبيرة لجمع النفايات". بعض المواطنين وأمام استفحال المشكل اضطروا إلى نقل نفاياتهم المنزلية إلى أماكن أخرى، لتفادي انتشار الحشرات والروائح الكريهة، فيما لم يجد آخرون غير إبعادها عن منازلهم، وإلحاق الضرر بباقي السكان. وفي هذا السياق، أوضح أحد السكان في حديث ل"المساء": "المواطن لا يتوفر على الآليات والمستخدمين لجمع النفايات، بل الشركة المكلفة هي المسؤولة عن النفايات وهي التي تتحمل تراكمها بجانب المنازل". وأضاف: "هذا المشكل لا تعاني منه المدينة القديمة بأكملها، لكن هناك نقط سوداء تثير الاشمئزاز، وعلى المسؤولين أن يتحركوا لمعالجة المشكل، وعلى المواطن أيضا أن يتحمل مسؤوليته.. المدينة العتيقة لها تاريخ ويجب أن نحافظ على صورتها السياحية".