ساهمت الإصلاحات والتدابير التي تم اتخاذها على مستوى طريق مرقالة بمدينة طنجة، في وضع حد لمسلسل نزيف الأرواح الذي شهدته المنطقة خلال السنتين الأخيرتين، ما جعل هذه الطريق ورصيفيها عبارة عن فضاءات آمنة لجولات المواطنين على مدار ساعات اليوم. وسجل العديد من المتتبعين، عدم وقوع أية حادثة سير، منذ أزيد من عام، أي منذ اعتماد سلسلة الإجراءات والتدابير على مستوى المنطقة التي تشهد يوميا توافد أعداد غفيرة من المواطنين من ساكنة المدينة وزوارها. وتتمثل هذه التدابير والإجراءات، في تحديد السرعة القصوى لسياقة العربات في 50 كيلومتر في الساعة، مع تثبيت رادرات متطورة لرصد أية مخالفات، إضافة إلى توفير علامات تشوير مختلفة لتنظيم حركة السير والجولان على طول هذا المحور الممتد من المنطقة المينائية حتى منطقة "درادب"، إلى جانب الحضور الأمني الوازن في المنطقة. هذه التدابير والإجراءات، جعلت من طرق مرقالة التي عرفت إلى وقت قريب ب"طريق الموت"، أكثر آمانا للمواطنين، علاوة على تحولها إلى منطقة تستقطب مجموعة من الأنشطة المهنية الصغيرة، مما يؤهلها إلى لعب دور حيوي في الحياة الاقتصادية للساكنة الطنجاوية. وقد شكل هذا المحور الطرقي، مسرحا لسلوكات طائشة من طرف العديد من مستعملي السيارات، حيث كان يعمد السائقون إلى السياقة بسرعة جنونية تسببت في مصرع عشرات من المواطنين الذين كانوا متواجدين هناك بغاية الترفيه والترويح عن النفس. تجدر الإشارة، إلى أن كورنيش "مرقالة"، يشكل بشكل يومي، واحدا من أكثر الفضاءات التي تستهوي سكان طنجة، لممارسة أنشطة ترفيهية مختلفة، من مزاولة الرياضة أو الاستمتاع بمنظر الطبيعة الخلابة ونسائم البحر المنعشة صباح مساء، وهي أجواء يعكرها شبح الاختلالات التي يعاني منها هذا الفضاء. ويتحول هذا الفضاء الذي تم تهيئته سنة 2006، في صباحات نهاية الأسبوع بصفة خاصة، إلى مضمار لرياضة المشي أو الجري، حيث يفد المئات من المواطنين فرادى أو مثنى، كما يقوم كثيرون باصطحاب أطفالهم من أجل إشراكهم في هذه الأجواء الترفيهية المفعمة بالنشاط والحيوية.