أكد الأستاذ الجامعي محمد العمراني بوخبزة، مدير المركز المغربي للدراسات والأبحاث في الحكامة المحلية بطنجة، ، أن الملاحظات العامة في الخطاب الملكي والتي كانت تمس مند مدة الأحزاب السياسية المغربية، ملاحظات نبه من خلالها الملك في خطابه اليوم السبت ، لتدني مستوى الخطاب السياسي، والذي بدا واضحا انه يتجه نحو الخروج عن القواعد المعمول بها سياسيا. وكان الملك محمد السادس، اعتبر في خطاب وجهه إلى الأمة بمناسبة الذكرى 17 لعيد العرش، اليوم السبت، أنه آن الأوان "لإعادة الأمور إلى نصابها: من مرحلة كانت فيها الأحزاب تجعل من الانتخاب آلية للوصول لممارسة السلطة، إلى مرحلة تكون فيها الكلمة للمواطن" ودعا كافة الأحزاب السياسية الى وضع حد للتراشق السياسي الغير المجدي ، وهي رسالة واضحة قبل استحقاقات السابع من أكتوبر المقبل . أستاذ العلوم السياسية بجامعة عبد المالك السعدي بطنجة، أشار في تصريح لجريدة طنجة 24 الإلكترونية،الى أن الملك نبه في خطابه اليوم الى ما يمكن وصفه باستغلال الوضع الاعتباري للمؤسسة الملكية من الأغلبية والمعارضة ،والزج بالمؤسسة الملكية في التنافس السياسي، "وهذا الأمر يسئ كثيرا للأحزاب السياسية سواءا بالمعارضة أو الأغلبية، ويمس في الحين نفسه بمبدأ المساواة وتكافؤ الفرص"، يضيف الأستاذ الجامعي. العمراني بوخبزة، أشار في معرض حديثه عن خطاب العرش الى أن الملك أشار للوضعية الحالية في الخطابات السياسية والتي ارتفعت خلالها حدة الملاسنات بين الأحزاب ، فبين الاتهام بالمفيوزية و الانتماء لداعش ، وهي تصريحات حطت من قيمة مستوى الخطاب السياسي. نفس المتحدث، أوضح أن خطاب الملك كان صارما في الحديث عن كون المغرب يريد صنع منتوج ديمقراطي سياسي قوي يمكن أن يكون تجربة يحتدى بها عالميا ، مبرزا أن الملك أعطى الفرصة للأحزاب لكي تعوض ما سبق تحطيمه سلفا ، والانتخابات المقبلة ستكون الترمومتر الأكبر لقياس مدى نضج الخطاب السياسي المغربي . والمهمة الكبرى التي ينتظرها المغاربة- يضيف العمراني بوخبزة- هي الانتقال في المرحلة المقبلة بمرشحين ذوي كفاءات عليا، للوصول الى البرلمان، مرشحين لهم بروفايل سياسي متميز ، والحد من استغلال السياسة لحاجيات خاصة ولكرسي البرلمان فقط ، لان المرحلة المقبلة يريد منها الشعب المغربي أناسا وكفاءات تواكب عمل البرلمان ومن تم تطبيق مضامين الدستور الجديد . وختم العمراني بوخبزة حديثه للجريدة بكون الخطاب الملكي ،تحول مهم بإشارات قوية تلامس بالخصوص مسالة تسويق التجربة المغربية، في المجال السياسي، وهي مسالة مهمة جدا ، لان الملك في خطابه يريد تسويق منتوج بجودة عالية لمنافسات منتجات دول أخرى.