انتقد أساتذة جامعيون آليات التدبير الحكومي قبل أقل من سنة على الاستحقاقات الانتخابية، وأبرز الأستاذ محمد العمراني بوخبزة ، منسق ماستر تدبير الشأن المحلي و ماستر اللامركزية و الحكامة المحلية خلال اليوم الدراسي المنعقد بكلية الحقوق بطنجة صبيحة السبت الماضي تحت موضوع «الانتخابات المحلية:أي دور للنخب المحلية في تدبير جيد للشأن المحلي؟» ، عجز الحكومة عن تمرير القانون التنظيمي للتنافي بعدما تداولت مصادر عجزها عن التأثير على البرلمان و الإكتفاء بالتنافي بخصوص رئاسة مجلس الجهة، و أكد عجز رئيس الحكومة عبد الإلاه بنكيران عن تطبيق اختصاصاته الدستورية المتعلقة بالتعيين في المناصب السامية ، مبرزا تراجع حزب العدالة و التنمية عن موقفه بعدما طالب بإجراء الانتخابات اعتمادا على البطاقة الوطنية ليتراجع عن قراره و يرضخ لضغوط وزارة الداخلية. و استرسل في الحديث عن تجربة المجلس الجماعي بمدينة طنجة و اعتبر الصراع ضمن دائرة التفويضات و خصوصا تفويض التعمير ، و هو الشكل الذي يغيب البعد الاستراتيجي لعمل المجلس، و أشار إلى عدم خدمة الجمعية المغربية لرؤساء الجماعات التي يترأسها فؤاد العماري لمصالح الجماعات و الاكتفاء بطلب الرفع من الاعتماد المالي و عدم التطرق لسلطة الوصاية أثناء اجتماعاتها بوزير الداخلية، مبرزا ، في معرض حديثه ، التحول الذي طرأ على المجتمع المغربي ما أفضى للحديث عن المؤسسات الثلاث المؤطرة للنخب المحلية بالمغرب، و هي المؤسسة الاقتصادية و الادارة المغربية فضلا عن الاحزاب السياسة ، موضحا الخلل الكبير الذي طال تجربة المجالس الجماعية و التي شابتها وضعية غير سليمة ، و هو ما اعتبره انفصاما ما بين النخبة و الرؤية الجديدة في الشأن العام المحلي، و هو الأمر الذي عجزت الحكومة عن إقراره مؤكدا عدم إقالة الرئيس من المجلس الجماعي رغم فقدانه للأغلبية ، و هو ما اعتبره أمرا غير منطقي و يفقد المجالس شرعيتها، مؤكدا على راهنية الانتخابات الجماعية المقبلة التي تحمل آفاقا أكبر ، مشيرا إلى ضرورة ترجيح الكفاءات العليا للأحزاب للرهان المحلي عن الرهان الوطني. و أشار الأستاذ الجامعي حسن الجماعي إلى أن الصراع السياسي أدى إلى تهميش الفاعلين الحزبيين و ظهور ما يسمى بالأعيان ، و اقترح العمل بنظام اقتراع مختلط باعتماد نظام اللائحة لضمان حزب واحد يقود المجلس مع ترك الباب مفتوحا للمعارضة باقتراع نسبي ليتيح إمكانية ربط المسؤولية بالمحاسبة، مبرزا ضرورة وضع الحكومة لحد لتعدد الانتدابات لتتيح لأكبر عدد من النخب لخوض تجربة الشأن المحلي. و أشار الطاهر القر أستاذ بالمدرسة الوطنية للتجارة و التسيير بطنجة، للقصور الكبير في التعامل مع التنشئة السياسية في المنظومة التعليمية ، موضحا أهمية العامل الإقتصادي للمنتخب حتى يظل في منأى عن كل الآفات السلبية، مبرزا ضرورة تغيير منطق الرؤية من حالة الصراع إلى التنافسية بين الأحزاب السياسية.