إنطلقت فعاليات الدورة السادسة لمهرجان العرائش الدولي للثقافة والفنون والتراث،على إيقاع أهازيج الفرق الفلكلورية الإفريقية، ورقصات 'الكدرة' أحد أبرز التعابير الفنية التي يشتهر بها أهل الصحراء بالمغرب. وإفتتح المهرجان بإستعراض كرنفالي،شاركت فيه فرق تراثية محلية،وأخرى من مختلف دول إفريقيا جنوب الصحراء،فضلا عن فرقة فنية من مدينة السمارة،والتي تحل هذه السنة ضيف شرف المهرجان. وأثار مرافقة ضيوف الشرف من وفد مدينة السمارة، لعدد كبير من الإبل والنوق، فضول الجماهير المحلية، ضاقت بهم جنبات الشوارع التي مرّ منها موكب الكرنفال الاستعراضي.وقادت السيدة حفيظة أورش من مدينة السمارة إبلا بوسط المدينة،في منظر لم تعهده الساكنة من قبل. وقال زكرياء الهيلاني مدير المهرجان،إن إختيار تنظيم هذا الملتقى الفني يأتي في إطار رد الإعتبار للموروث الثقافي التليد للمدينة. "فالعرائش مدينة تراثية بالأساس" يضيف الهيلاني ثم يسترسل "من خلال هذا المهرجان، نسعى إلى تسليط الضوء على مفهوم الثقافة الشعبية والتراث المحلي". مدير المهرجان أكد كذلك، بأن الجهة المنظمة، أخذت على عاتقها تنظيم هذه الفعاليات الفنية، للتأكيد على أهمية الإهتمام بالتراث الشعبي والموروث الثقافي، الذي كانت العرائش سبّاقة إليه من خلال مهرجان كان يسمى في ماضي،تتذكره الساكنة بكثير من الحنين، "ألا وهو أسبوع العرائش". من جانبه ذكر المدير الفني للمهرجان أحمد بلخضير، بأن المهرجان خطّط هذه السنة، لكي تشمل فقراته ،عروضا فنية بفضاءات خارجية، كحديقة الهسبريدس المعروفة أيضا بحديقة الأسود،وكذا ساحة التحرير،فضلا عن المنصّة الرئيسية بساحة باب البحر. وأضاف بأن العرائش ستكون طوال أيام المهرجان،محجا للإخوة الأفارقة،سيشرفون فيه على تنظيم عروض في الفن، والطبخ، والأزياء الإفريقية، تؤطرها جمعيات إفريقية مثل جمعية جسور، ومنظمة الشباب الإفريقي، التي تضم نشطاء من أكثر من 33 دولة من إفريقيا جنوب الصحراء. وستعرف مدينة العرائش طوال خمسة أيام من عمر مهرجانها الدولي الممتد ما بين 26 إلى 30 يوليوز،تنظيم ورشات فنية وتكوينية في مجال الرسم والتدوير والمسرح، ومعارض مختلفة، يستفيد منها موهوبون ومبدعون من الشباب المحليين. فضلا عن ذلك ستقوم جمعية القنّاص القادمة من دولة قطر، بتنظيم مسابقات وعروض الصيد بالصقر، والقنص بالرماية، ومسابقة كلاب السلوقي. وتقديرا للمجهودات التي يبذلها مبدعون، وكذا أطر تقوم بالنهوض بقطاعات علمية وإنسانية مختلفة،كرّمت إدارة المهرجان كل من الفنان عمر السيد،وعائلة الشهيد (مسيرة الوفاء)، فضلا عن أفراد من الجالية المغربية وجمعيات منحدرة من العرائش،تعمل في مجالات مهمة وذات تأثير على مجتمعاتها المحلية، في كل من الإمارات وإندونيسيا وبلجيكا. هذا ورقص المئات إلى آخر ساعة من الليل، بمنصة ليكسوس بساحة باب البحر، على إيقاعات وأهازيج من صميم التراث الإفريقي.وخُتم الحفل الفني بوصلات غنائية قدّمتها الفنانة والمغنية المنحدرة من الأقاليم الجنوبية الصحراوية، رشيدة طلال. للإشارة فإن المهرجان قصّ شريطه الإفتتاحي عامل إقليمالعرائش، مرفوقا برئيسي المجلسين البلدي والإقليمي،وشخصيات مدنية وعسكرية.وشهد الحفل كذلك حضور وفد من دولة قطر، الشريك الدائم لمؤسسة المهرجان.