نظمت جمعية عبد الصمد الكنفاوي، بحر الأسبوع الماضي (ما بين 9 و 15 يوليوز) الدورة الثانية لمهرجان العرائش للمسرح والفنون الشعبية، تحت شعار "دفع المسيرة التنموية بالعرائش"، المدينة التاريخية، التي ساهم تعاقب الحضارات في تنوع تقاليد وعادات سكانها. الدورة الثانية للمهرجان عرفت مشاركة جمعية القناصة القطرية، ضيف شرف هذه السنة، التي أدت عروضا شيقة وممتعة حول الصيد بالصقور، ساهمت من خلالها في خلق أجواء جعلت من المهرجان فضاء للفرجة والاحتفال بالتراث الشعبي الذي يجسد أصالة وعراقة العادات والتقاليد بالمنطقة. وحسب المنظمين، فنسخة هذه السنة ركزت أساسا على تشجيع الحركة المسرحية، والثقافية، والفنية، من أجل المحافظة على التراث والفنون الشعبية بالعرائش، وبالمنطقة الشمالية. وقال عبد الإله صوادقة، مدير جمعية عبد الصمد الكنفاوي، في تصريح ل"المغربية، "الهدف الأول من مهرجان العرائش للمسرح والفنون الشعبية هذه السنة يتجلى في تشجيع المسرح المغربي، والفنون الشعبية الأصيلة، وبعث دينامية في الفن والتراث الشعبي، وتشجيع المواهب الشابة، وتخويلها فرصة الاحتكاك بفنانين كبار محترفين، فضلا عن ترسيخ الثقافة الشعبية وجعلها أداة للتواصل"، وأشار صوادقة إلى أن "دول أجنبية شاركت في المهرجان، ضمنها دولة قطر الشقيقة ضيف شرف هذه الدورة، التي شاركت بفلكلورها، من خلال جمعية القنص بالصقور، إلى جانب إسبانيا، التي تعتبر مشاركتها رمزية، من خلال فلكلور الفلامينكو الإسباني"، مشددا على أن "المهرجان هو فرجة، ليس للغناء، والرقص فقط، بل هو قاطرة للتطور، والنمو الاقتصادي، والاجتماعي والثقافي الدائم بالمنطقة". من جهته، أفاد رئيس إدارة المهرجان، شهم الأشرفي، في تصريح ل"المغربية"، أن "أهم شيء بالنسبة لإدارة المهرجان هي إدخال الفرحة على قلوب سكان العرائش، الذين هم في أمس الحاجة لمثل هذه المهرجانات، وللأنشطة الثقافية والفنية بصفة عامة، للترويح على أنفسهم، معتبرا أن "المهرجان مناسبة للتذكير بأسبوع العرائش الذي أفل نجمه منذ سنوات، وبأمجاد المدينة وبالكرنفالات، وبالفرق الفنية الشعبية التي كانت تؤثث فضاءاتها الهادئة، فالمهرجان فرصة لإحياء هذا التراث، وتجديد نشاط المدينة فنيا وثقافيا واجتماعيا". أثناء هذه الفترة من المهرجان، التي استمرت أسبوعا تقريبا، اتشحت العرائش حلة فنية رائعة، تجسدت في كرنفال استعراضي للعروض الفنية، والأهازيج الشعبية، والرقصات الفلكلورية، والموسيقى التراثية، حيث جاب معظم أرجاء المدينة، وقدم لوحات فنية متنوعة مستوحاة من عمق التراث الشعبي للقبائل العريقة لمدينة العرائش، ومن قبائل المدن الشمالية. مهرجان هذه السنة، شكل أيضا فرصة سانحة أخرجت سكان المدينة من هدوئهم وسكونهم، ومن رتابة الروتين اليومي، الذي يطبق عليهم، كما شكل فرصة لزوار المدينة، الذين استمتعوا بهذا الحدث الفني المتميز. فدوى الأشرفي، من سكان مدينة العرائش، قالت في لقاء مع "المغربية"، إن المهرجان هو عرس عرائشي بامتياز، استمر سبعة أيام استرجعت فيها مدينة العرائش نشاطها الثقافي وحيويتها، وسكان المدينة في حاجة ماسة لمثل هذا المهرجان، الذي أدخل البهجة على قلوب سكان المدينة، التي كانت تحتضر، لأنها خالية من أماكن للترفيه، والمهرجان بعث الروح من جديد في سكانها الذين خرجوا دون تردد للشوارع، للمشاركة في هذا العرس الفني الكبير، لقضاء لحظات ممتعة صحبت أبنائهم وذويهم"، مشيرة إلى أن "مهرجان هذه السنة عرف تقدما ملموسا، من خلال مشاركة فرقة فنية أجنبية، بالإضافة إلى التعاون ما بين السلطات الملحية، والمجتمع المدني، وسكان المدينة، الذين ساهموا جميعا في إنجاح هذه التظاهرة الفنية الكبيرة".