بعد سنوات من الإحتجاجات والتقارير السلبية الصادرة من طرف الهئيات المعنية بحماية البيئة والفضاءات الطبيعية، أعلنت مقاطعة طنجةالمدينة مؤخرا عن إطلاق مشروع جديد يهدف إلى تنظيف وتنقية شاطئ مرقالة، وكذا إصلاح مجرى مياه الوادي الحار الذي تصب فيه. وحسب مصادر مطلعة، فإن المقاطعة أطلقت هذه الأشغال نظرا للتلوث الخطير الذي تعرفه المنطقة منذ سنوات طويلة بسبب إختلاط مياه الصرف الصحي بمياه البحر المالحة، الأمر الذي نجم عنه مشاكل صحية مقلقة بالنسبة لساكنة المنطقة وكذا مرتادي هذا الشاطئ. وأشارت المصادر ذاتها، في تصريح لجريدة "طنجة 24" الإلكترونية، أنه بالإضاقة إلى المشاكل الصحية التي نجمت عن هذا التلوث، فإن إشكاليات أخرى بدأت تظهر على الواجهة مؤخرا خصوصا بعدما تحول الفضاء إلى محج للعديد من الأسر التي تجد فيه المتنفس الوحيد لها في ظل غياب المساحات الخضراء في المدينة. وأوضح المصدر، أن المقاطعة قامت بوضع مضخة من أجل تحويل الواد الحار إلى المحطة التقنية مباشرة لمعالجتها ومنعها من الوصول إلى الشاطئ، هذا بالإضافة إلى قيامها بتنظيف مياه البحر وتنقيتها من بقايا التلوث الذي تسببت فيه المياه العادمة. ويعتبر شاطئ مرقالة من بين الشواطئ الغير صالحة للإستجمام بمدينة طنجة وذلك حسب دراسة أعلنت عنها وزارة التجهيز والنقل والوزارة المنتدبة المكلفة بالبيئة. وأشارت فعاليات جمعوية بمدينة طنجة، بأصابع الاتهام إلى شركة "أمانديس" المكلفة بتدبير قطاع التطهير السائل، التي لم تلتزم بتعهداتها المنصوص عليها في دفتر التحملات، لا سيما فيما يتعلق بوضع حد لعمليات تفريغ المياه العادمة في هذه الشواطئ، الأمر الذي ساهم في تصنيفها في مراتب جد متدنية بخصوص استجاباتها لمعايير الجودة المتعارف عليها. وأرجع الأستاذ المتخصص في علوم الحياة والأرض، خالد الميموني، أن تلوث الشواطئ ناجم بالدرجة الأولى من مياه الصرف الصحي بسبب صب بعض الوديان في البحر مباشرة، مؤكدا أنه على الرغم من غلق بعضها إلا أن تأثير المياه العادة لا يزال قائما. وحسب ذات المتحدث، فإن هذا المشكل يتولد بصفة خاصة من المنازل التي بنيت بشكل عشوائي، حيث يتم ربط هذه البنايات بطريقة عشوائية بشبكة مياه الصرف الصحي، وهو الأمر الذي ستنخفض حدته بعد إنتهاء هذه الأشغال.