أبان سكان مدينة طنجة، مجددا على تميزهم في العادات والتقاليد التي تكرس لقيم المودة والتآزر، وذلك من خلال الطقوس الاحتفالية بمناسبة عيد الفطر المبارك، التي بصموا على وفائهم لها صبيحة هذا اليوم السعيد. وبرزت مشاهد الفرح والسرور وتبادل التهاني والتبريكات، بشكل لافت منذ اللحظات الأولى لعودة المصلين من المساجد والمصليات، بعد أدائهم لشعائر العيد المبارك، قبل الالتحاق بمنازلهم لتناول أول وجبة فطور رفقة أهاليهم، وهي وجبة تتألف غالبا من الشاي المنعنع والحلويات المغربية التقليدية والفطائر. وفي أكثر من حي بالمدينة، اختار السكان تنظيم احتفالات جماعية، ابتدأت باستقبال المصلين، من طرف نساء وأطفال الحي، حاملين أطباق الحلويات، في لوحة احتفالية أكثر ما ميزها وأضفى عليها جمالية كبيرة، هو طابعها العفوي والمشاركة المكثفة من لدن أعداد كبيرة من الساكنة، مثلما كان الأمر في حي "البوغاز" وحي "الموظفين" وأحياء أخرى. تبادل التهاني والتبريكات والعناق بين الجيران والأصدقاء مرتدين لباسهم، مشاهد أخرى أثثت هذه اللوحة الاحتفالية، في محاولة لإعادة الاعتبار لمعاني الجوار والأخوة التي تكاد تنعدم بين السكان بشكل شبه كلي طوال أيام السنة بسبب انغماس الجميع في روتينيات الحياة اليومية، في عصر طغت عليه المادية والمصالح المحدودة والضيقة. ويتسع نطاق الاحتفالات رويدا رويدا، وتمتلئ الشوارع والساحات العمومية بالناس القاصدين وجهات مختلفة مترجلين أو راكبين فالعيد مناسبة للم الشمل وصلة الأرحام، لذلك المسافات لا تحول بين وإن طالت بين الأقرباء لزيارة ذويهم، إذ تتضاعف طاقة وسائل النقل الاستيعابية خلال أيام العيد لتمكين الأسر من ممارسة شعائر العيد السعيد، التي تعتبر تتويجا لشهر من الطاعات والعبادات. ووسط أجواء الفرح والسرور بهذا العيد السعيد، بدأت الحياة تعود إلى طبيعتها تدريجيا في شوارع طنجة، حيث المقاهي فتحت أبوابها لزبنائها المعتادين على مدى شهور السنة، بعد أن ظلت تقتصر على تقديم خدماتها في فترة ما بعد المغرب طوال شهر رمضان. والساحات العمومية والفضاءات الخضراء، الساحات العمومية والفضاءات الخضراء، ترفل بحركات الأطفال وهم يلهون بألعاب وبالونات هوائية فرحين بهذه المناسبة، التي يتم تخليدها في صور تذكارية تؤرخ لهذه اللحظة السعيدة.