للأطفال يوم عيد الفطر عادات احتفالية خاصة بهذه المناسبة السعيدة، فهي بالنسبة إليهم فرصة مواتية لتلبية الكثير من رغباتهم التي قد لا تكون متاحة في باقي فترات العام، ومن بين هذه الرغبات الحصول على مبالغ مالية في إطار تقليد "العيدية"، التي يصرفونها غالبا في شراء لعب بسيطة مصنوعة من البلاستيك. ويتجلى إقبال الأطفال على هذه المقتنيات خلال يوم العيد بصفة خاصة، في أوساط الأحياء الشعبية، التي تعتبر مسرحا لممارسة أشكال من اللعب واللهو، يحرص الآباء على ضمان كامل الحرية لأبنائهم في إمضاء أوقات ماتعة. غير أن هذه الحرية قد تصبح مصدر مشاكل صحية على الأطفال، بالنظر خطورة المواد المكونة للعب التي يتم بيعها بأثمان زهيدة خلال هذه المناسبة. وتعتبر اللعب البلاستيكية من بين أبرز الأشياء التي يقبل الأطفال على شراءها يوم العيد، وهو الأمر الذي دفع أصحاب المحلات التجارية إلى تزيين واجهاتهم بمجموعة من اللعب المتنوعة والمختلفة، المصنوعة أغلبها من مادة البلاستيك المكرر، ما يشكل خطرا على صحة مستعمليها، بحسب خبراء ومتخصصين. ويؤكد الدكتور عبد الرحمن يحيى، الخبير في المجال الصحي، أن هذه الألعاب الخطرة والمهدد لسلامة الطفل كالمسدسات البلاستيكية والسيارات، يمكن أن تنفصل بعض أجزائها مسببة تعرض الطفل للعبث بها وابتلاعها، ومن ثم احتمالية لانسداد مجرى التنفس أو الاختناق. وحسب الدكتور يحيى، في مقال علمي له، أن بعض أنواع الألعاب منعت وسحبت من السوق الأوروبية نتيجة احتواء طلائها على نسبة عالية من الرصاص أو احتوائها على مواد محظورة قد تسبب السرطان أو الحساسية أو ذات تأثير على عمل الهرمونات في الجسم أو لاستخدام مواد بنسبة أعلى من المعدل المسموح به في صناعتها، وهو الأمر الذي يدفعنا إلى الإبتعاد عنها بشكل نهائي. من جهتها توضح جمعية حماية المستهلك بالمغرب، أن العديد من الأبحاث قامت بها مديرية الجودة ومراقبة السوق التابعة لوزارة الصناعة والتجارة، لقياس درجة التسمم الكامنة في هذه اللعب، والتي أسفرت عن نتائج جد مخيفة. وأكدت الجمعية، أن وصول هذه الألعاب إلى المملكة يتحمل مسؤوليتها الموردون، اللذين جعلوا صحة الأطفال في آخر اهتماماتهم، هذا فضلا عن غياب أشكال مراقبة الجودة والسلامة لهذا النوع من المنتجات. ونصحت الهيئة الحقوقية، الأباء، بضرورة التريث قبل شراء أي لعبة لأطفالهم، بالإضافة إلى تجنب السلع المنخفضة الثمن والتي تباع في قارعة الطريق أو في المحلات غير المتخصصة.