– محسن الصمدي: العيدية أو "فلوس العيد".. هي مقدار مالي دأبت العائلات الطنجاوية على منحه للأطفال قصد إدخال الفرحة على قلوبهم، ومكافأتهم على الأيام التي تمكنوا من صيامها خلال شهر رمضان الكريم، إلا أن بعض هؤلاء يقومون بصرف هذه النقود في شراء ألعاب قد تسبب عواقب وخيمة وتشكل خطرا على صحتهم. فنظرا للخصوصية التي تتمتع بها هذه المناسبة، يمنح الوالدين أطفالهم كامل الحرية في صرف هذه النقود في شراء ما تشتهي أنفسهم من أشياء، سواء تعلق الأمر بحلويات أو ألعاب، وهو ما قد يخلق مشاكل بسبب عدم وعي هؤلاء بمصلحتهم وكذا عدم معرفتهم بالأشياء التي من الممكن أن تضرهم. وتعتبر اللعب البلاستيكية من بين أبرز الأشياء التي يقبل الأطفال على شراءها يوم العيد، وهو الأمر الذي دفع أصحاب المحلات التجارية إلى تزيين واجهاتهم بمجموعة من اللعب المتنوعة والمختلفة، المصنوعة أغلبها من مادة البلاستيك المكرر، ما يشكل خطرا على صحة مستعمليها، بحسب خبراء ومتخصصين. ويؤكد الدكتور عبد الرحمن يحيى، الخبير في المجال الصحي، أن هذه الألعاب الخطرة والمهدد لسلامة الطفل كالمسدسات البلاستيكية والسيارات، يمكن أن تنفصل بعض أجزائها مسببة تعرض الطفل للعبث بها وابتلاعها، ومن ثم احتمالية لانسداد مجرى التنفس أو الاختناق. وحسب الدكتور يحيى، في مقال علمي له، أن بعض أنواع الألعاب منعت وسحبت من السوق الأوروبية نتيجة احتواء طلائها على نسبة عالية من الرصاص أو احتوائها على مواد محظورة قد تسبب السرطان أو الحساسية أو ذات تأثير على عمل الهرمونات في الجسم أو لاستخدام مواد بنسبة أعلى من المعدل المسموح به في صناعتها، وهو الأمر الذي يدفعنا إلى الإبتعاد عنها بشكل نهائي. من جهتها توضح جمعية حماية المستهلك بالمغرب، أن العديد من الأبحاث قامت بها مديرية الجودة ومراقبة السوق التابعة لوزارة الصناعة والتجارة، لقياس درجة التسمم الكامنة في هذه اللعب، والتي أسفرت عن نتائج جد مخيفة. وأكدت الجمعية، أن وصول هذه الألعاب إلى المملكة يتحمل مسؤوليتها الموردون، اللذين جعلوا صحة الأطفال في آخر اهتماماتهم، هذا فضلا عن غياب أشكال مراقبة الجودة والسلامة لهذا النوع من المنتجات. ونصحت الهيئة الحقوقية، الأباء، بضرورة التريث قبل شراء أي لعبة لأطفالهم، بالإضافة إلى تجنب السلع المنخفضة الثمن والتي تباع في قارعة الطريق أو في المحلات غير المتخصصة.