يرفع إبراهيم الهبطي، صوته بتكبيرة الإحرام، مؤذنا بدخول فترة صلاة التراويح، ويشرع في تلاوة آيات بينات من الذكر الحكيم من الجزء المخصص لإحدى الليالي الرمضانية في مسجد "عائشة أم المؤمنين" بمدينة طنجة، حيث توافد المئات من المصلين للاستمتاع بالصوت الندي لهذا الشاب الطنجاوي، الذي يواصل هذه السنة مسيرته كإمام في عدد من مساجد مدينة "البوغاز". وقبل أن يحط إبراهيم الهبطي، رحاله هذه السنة بمسجد "عائشة أم المؤمنين" الكائن بمنطقة "أهلا"، مر على عدد من المساجد، خاض فيها تجربة إمامة صلاة التراويح، نجح خلالها في استقطاب آلاف المصلين، الذين عهدوه كذلك إماما للصلوات الخمس في مسجد "المسيرة" بحي "الجيراري". ويتمتع إبراهيم الهبطي، وهو الشاب الذي رأى نور الحياة سنة 1986 بمدينة طنجة، بصوت ندي حباه به الله تعالى، ويتجلى من خلال قراءاته المتنوعة خلال الصلوات التي يؤمها بالمؤمنين، حيث يفضل شريحة كبيرة من المصلين، المساجد التي يتولى فيها إبراهيم مهمة الإمام، لأداء صلوات التراويح، حسب ما يؤكده العديد من العارفين بهذا الشاب. ولا يخفي إبراهيم الهبطي، ولعه بطريقة ترتيل العديد من الشيوخ المشارقة، على رأسهم القارئ ماهر المعيقلي، الذي لم يتردد في الكثير من الأحيان عن تقليد طريقة ترتيله لكتاب الله خلال إمامته للصلوت الخمس، وهو ما كان يضفي على فضاء المسجد أجواء من الروحانية والخشوع. ويورد إبراهيم الهبطي في بوح خاص لجريدة طنجة 24 الإلكترونية، أن علاقته بكتاب الله تعالى، بدأت منذ سن مبكرة من حياته، على اعتبار نشأته في بيت محافظ حريص على العناية بالقرآن الكريم، مبرزا أنه بدأ مشوار الحفظ وهو لم يتجاوز ربيع التاسع، ليوفقه الله تعالى لإتمام ثماني ختمات في غضون خمس سنوات، وذلك بين أحضان مدرسة النور التابعة لمسجد أم القرى بحي "عزيب الحاج قدور"، التي يشرف والده فضيلة الشيخ محمد الهبطي على إدارتها. وبعد أن ختم القرآن الكريم حفظا وترتيلا وتجويدا، التحق إبراهيم، بمدرسة الإمام نافع، التابعة لمسجد يحمل نفس الاسم، ويعرف أكثر بمسجد "الأربعين"، قضى فيها سنتين درس خلالها جوانب واسعة من العلوم الشرعية. وخاض إبراهيم الهبطي، غمار العديد من مبارايات محلية عديدة حفظ القرآن الكريم، التي تنظمها سنويا الهيئات الرسمية والمدنية في مدينة طنجة، غير أن أهم محطة له في هذا السياق، ستكون من خلال تأهله لجائزة محمد السادس الوطنية لحفظ القرآن الكريم، التي احتل فيها المرتبة الخامسة على المستوى الوطني. وكان إبراهيم الهبطي، قد بدأ مشوار إمامة صلاة التراويح سنة 2001، بمسجد أم القرى بحي "عزيب قدور"، وهي التجربة التي تألق فيها بشكل لافت، أهلته لمواصلتها في العديد من المساجد بمدينة طنجة، آخرها مسجد "عائشة أم المؤمنين"، الذي افتتح أبوابه حديثا ليكون ابراهيم، أول إمام يتقدم تراويحه خلال شهر رمضان. ولمتتبعي جريدة "طنجة 24" الإلكترونية الأوفياء، نموذج من التلاوات العذبة للشاب إبراهيم الهبطي، التي لم يتردد في الموافقة على بثها إليهم، سائلا إياهم الدعاء الخالص بمزيد من التوفيق ومزيد من النجاح. إقرأ أيضا: مساجد بطنجة تتنفس على قراءات أئمة شباب خلال "تراويح رمضان"