تضمّ مدينة أكادير عددا من أئمة وقُراء التراويح الذين صاروا “نجوما” لشهرتهم التي اكتسبوها بفضل أصواتهم الندية والرخيمة، غير أن المساجد التي يحرص المصلون على شد الرحال إليها للاستمتاع بالأصوات الجميلة والروحانية لا يتجاوز عددها العشرات حيث تكشف صلاة التراويح في كل سنة عن مواهب جديدة من الأئمة الشباب الذين يستقطبون أعدادا كبيرة من المصلين. أئمة وقراء “مشاهير” يعد محمد آيت الحسن أوعلي أحد أشهر قراء القرآن بأكادير، حيث حظي بشهرة إعلامية وشعبية لافتة خاصة لدى افتتاحه الدروس الحسنية بين يدي الملك محمد السادس العام الماضي، كما أنه يؤم آلاف المصلين في أحد أكبر مساجد أكادير، مسجد عائشة أم المؤمنين بحي إيليغ. كما يشكّل كل من الشيخ حسن أملال ظاهرة صوتية في المواسم الأخيرة إذ استطاع بصوته الرّخيم وبرواية ورش الّتي يتمكّن منها من جذب خشوع آلاف المصلّين بمسجد عقبة بن نافع، لكن القارئ الإمام إبراهيم الكابوس بمسجد الإمام مالك يظل في نظر الكثيرين هو شيخ القراء؛ لأنه كان من أوائل الأئمة والقراء الذين استقطبوا الآلاف من المصلين في تراويح رمضان منذ التسعينيات، حيث أثر صوته الشجي بشكل قوي في إقبال الشباب على القرآن، قبل أن يظهر مشاهير الشباب القراء المعروفين الآن بأكادير حيث يجمع هؤلاء بين الحفظ، والعلم، والإتقان في الأداء والصوت الجميل. ويعد كل من أحمد بن المدني الكليمي بمسجد ولي العهد القارئ برواية ورش عن نافع، والقارئ علي الجندى بمسجد النجاح، ومحمد أيت شغو بمسجد السلام الكبير وعمر الحوميدى بمسجد عثمان بن غفان و عبد الله العلوي امام مسجد أحد بالتمديد نجوم التراويح حيث يستقطبون أفواجا كبيرة من المصلين الذين يفدون من كل حدب وصوب. ظاهرة ليست جديدة وتعليقا على ظاهرة إقبال الناس على مساجد بعينها يقول الدكتور إسماعيل شكري نائب عميد كلية الشريعة بأيت ملول إن “هذه الظاهرة ليست جديدة ولا مؤثرة فلكل أحد الحق في اختيار الصوت الذي يتابع به الكلام الله، لكنه يفوت مجموعة من الأمور الأساسية منها تفريق وتشتيت المسلمين أبناء الحي الواحد، وإفراغ مسجد الحي الذي هو أيضا ينبغي أن تظهر فيه شعائر الله، كما أن هذه الظاهرة تفوت التواصل الذي ينبغي أن يكون بين سكان الحي للتعارف بينهم ومناقشة مشاكلهم فالأصل هو الإباحة لكن أعتقد أن هذه القواعد مقدمة عليها”. ويرى أحد أبناء مدينة أكادير في تصريح ل “للجريدة ” أن الأصل في كل المساجد أن يكون بها قراء يتقنون فنون القراءة، مشيرا أن حرص بعض الناس في الظهور بمساجد بعينها هو نوع من التدين المغشوش، بالرغم من أن غاية الكثير من المصلين يحرصون على صلاة التروايح خلف قراء يجعلنهم مستمتعين بالقرءاة، فجمال الصوت يعتبر جزء من التعبد بالقرآن كما قال رسول الله مخاطبا أحد صحابته لقد أوتيت مزمارا من مزامير آل داود على اعتبار أن نبي الله داود قد أكرمه الله بجمال الصوت إلى درجة أن الله تعالى قال “وأتينا داود منا فضلا ياجبال أوبي معه والطير”