: يزداد إقبال المصلين على المساجد بشكل ملحوظ خلال أيام وليالي شهر رمضان المعظم، لا سيما من أجل أداء صلاة التراويح، باعتبارها سنة مؤكدة حث النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم على المحافظة على إقامتها مع جماعة المسلمين. غير أنه لا يخفى على الجميع، أن هناك مساجد محددة تعرف تهافتا كبيرا من طرف المصلين بالرغم من بعدها عن مقرات سكناهم، وذلك يرجع للأصوات العذبة لبعض المقرئين الذين يؤمون صلوات التراويح فيها، مما يجعل منها فضاء يجد فيه أولئك المصلين ملاذهم في تلاوات تثير الخشوع، وتحقق الغاية من صلاة التراويح، والمتمثلة في قيام الليل والاستماع إلى القرآن مع جماعة المسلمين في بيوت الله. ومن أشهر المساجد في مدينة طنجة التي يشد إليها الناس رحالهم في هذه المناسبة، هناك مسجد السوريين، ومسجد بدر، ومسجد الشاطبي، وغيرها من المساجد التي يؤم تراويحها قراء ذائعو الصيت، ليس على المستوى المحلي فقط، وإنما أيضا على الصعيد الوطني، من أمثال سعيد واسيني، وحجاج العلمي، وعبد السلام السباعي، وغيرهم كثيرون ترتبط أسماء هذه المساجد بهم وبأصواتهم الرخيمة. وإلى جانب هذه الأسماء المشهورة من القراء، فإن هناك العشرات من الذين حباهم الله بأصوات جميلة، جعلت منهم أيضا أئمة يتوزعون في مساجد الأحياء الشعبية ومساجد أخرى في بلاد المهجر، ويستقطبون فئات عريضة من الناس، سواء أولئك المداومين على إتيان الركن الأساسي من أركان الإسلام، أو أولئك الذين قرروا أن يجعلوا من شهر رمضان منطلقا لمحافظتهم على الصلاة. وعلى مدى أيام شهر رمضان المبارك، ستعمل صحيفة "طنجة 24" الإلكترونية، على تقريب قرائها الأفاضل من مجموعة من الشباب الذين يؤمون أعداد غفيرة من المصلين خلال شهر رمضان، من خلال حلقات تستعرض جوانب من سيرتهم الذاتية، مع بث تسجيلات مصورة لتلاواتهم العذبة، تشجع المصلين على قيام الليل وتحقيق مقصود كلام النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، في قوله: من قام مع الإمام حتى ينصرف كتب له قيام ليلة. وتعليقا على ظاهرة، إقبال الناس على مساجد بعينها، يؤكد الشيخ المختار العملي مرسو، إمام مسجد بحي فال فلوري بمدينة طنجة، أن الصوت الجميل هو سر انجذاب الناس إلى صلاة التراويح، بغض النظر ما إذا كان الإمام شابا أو غير ذلك، مشيرا إلى أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يعجبه أن يسمع القرآن من الصحابة الذين كان لهم صوت جميل، كما فعل ذلك مع أبي موسى اﻷشعري رضي الله عنه وأرضاه وقال له لقد أوتيت مزمارا من مزامير آل داوود. ويعتقد الشيخ العلمي في تصريح لصحيفة "طنجة 24" الإلكترونية، أن هذا النوع من الإقبال على المساجد، هو ظاهرة صحية بشكل نسبي فقط، أي أنها يمكن أن تستقيم خلال شهر رمضان، ولكنها لا تستقيم في سائر الأيام، يوضح إمام مسجد فال فلوري. ولأجل تحقيق المصالحة المنشودة بين الناس والمسجد، يرى الشيخ المختار العلمي، أنه ليس من الصحي التعويل على الشباب أو الأئمة بشكل عام، وإنما وجب تغيير النمط الذي تسير عليه المساجد وأفعال بعض اﻷئمة التي تسيء إلى المصلي والمسجد، فضلا عن ما يقتضيه ذلك من تربية النشئ على الارتباط بالمسجد، حسب نفس المتحدث.