عاد التوتر ليخيم على الأجواء في بني مكادة، بعد زوال اليوم الثلاثاء، بعدما تدخلت السلطات المحلية، لهدم محلات بالسوق النموذجي لحي "بئر الشعيري"، في إطار المخططات الرامية لهيكلة الأنشطة التجارية بهذه المنطقة، الأمر الذي قابله المهنيون بعدم امتثالهم لتعليمات الإخلاء، بسبب ما يعتبرونه عدم وجود ضمانات كافية لتعويضهم بفضاءات مناسبة. واندلعت مواجهات متفرقة بين مجموعة من أصحاب المحلات التجارية، وأفراد من القوات العمومية التي استعانت بها السلطات المحلية لإخلاء السوق النموذجي بهدف هدمه، تفعيلا للقرار الذي سبق لعمدة مدينة طنجة، محمد البشير العبدلاوي، وهي المواجهات التي أدت إلى محاصرة أحد رجالات السلطة، وتكسير سيارته. ويقول تجار السوق النموذجي، إنهم مع مطلب ترحيلهم إلى المركب السوسيواقتصادي بحي "أرض الدولة"، في إطار ضمانات حقيقية تمنحها السلطات الجماعية والإدارية، وهو ما لم يحدث حتى الآن باعتبار أن المحلات التي وعدتهم السلطات بها، لم يتم بعد تجهيزها وملاءمتها لممارسة أنشطتهم التجارية. وحسب أحد تجار السوق، فإن السلطات المحلية اختارت موعدا في غاية الحساسية لتنفيذ هذا القرار الذي وصفه بأنه "خطير"، بالنظر إلى تزامنه مع أول رمضان وما يتبعه من مناسبة عيد الفطر، التي يعول عليها المهنيون لتعويض فترات الركود التجاري المتلاحقة على مدى شهور السنة. كما كشف مصدر من عين المكان، أن دفاع التجار، سبق أن تقدم في وقت سابق بملتمس لوقف قرار العمدة البشير العبدلاوي، القاضي بالإفراغ والهدم، إلى حين اتضاح الصورة وتوفر الضمانات المناسبة، غير أن الملتمس لم تجد طريقها إلى القبول.