أغلق عدد كبير من تجار العرائش،أبواب محلاتهم ودكاكينهم،يوم الأربعاء فاتح يونيو.وذلك إحتجاجا على سيادة الفوضى في قطاع التجارة. وتجمهر التجار القانونيون بساحة المانوزي وسط المدينة،وساروا في مسيرة إحتجاجية قادتهم إلى مقر المجلس البلدي وإلى عمالة إقليمالعرائش. ورفع التجار المتظاهرون لافتات وشعارات من قبيل " يا مسؤول المدينة،الفراشة خْرجوعلينا".و" الأزمة قائمة،والعمالة نائمة" "الله الله على مدينة، فيها غير الرْوينة". ويقول التجار المحتجون، المنضوون تحت لواء تنسيقية تجار مدينة العرائش،والتي تضم 10 جمعيات، تعمل في السوق المركزي، وسوق سبتة، وسوق البرارك، والسوق الصغير،ومحلات لبيع المواد الغذائية،إن مدينة العرائش إبتليت بباعة متجولين حولوا المدينة إلى قرية كبيرة، أضحت بسبب عرباتهم المجرورة والمدفوعة، سوقا أسبوعيا دائما.. وأضافوا بلهجة غاضبة،إن الصبر قد بلغ بهم مبلغه.وإعتبر التجار، بأن إجتياح جيش عرمرم من الباعة المتجولين غير القانونيين لمعظم شوارع المدينة،سببا وجيها لإغلاق محلاتهم،وإعلان إفلاسهم،وإلتحاقهم بعالم البطالة المجهول. ونددوا بوجود منافسة غير شريفة بين كلا الطرفين، "لأنهم كباعة، ينصاعون للقانون، ويدفعون الضرائب،ويؤدون فواتير الماء والكهرباء،ويوظفون يد عاملة مهمة". لكن في المقابل تتم مزاحمتهم من طرف "الفرّاشة" المعروف عنهم عدم دفع الضرائب وكذا تلويث البيئة،وإحتلال الملك العمومي،وتشويه جمالية المدينة. وزادوا بأنهم ليسوا ضد "الفراشة" كبشر،" لكننا نريد تطبيق القانون على الجميع،وأن يدفع الكل، ضرائبه المستحقة،وباقي الإلتزامات". من جانبه ندد سمير الكموني منسق تنسيقية تجار العرائش،بإستفحال ظاهرة الباعة المتجولين في جميع الأزقة والشوارع.وتسائل عن مصير المبالغ المالية التي تقدر بملايير السنتيمات،فضلا عن وعاءات عقارية،تم رصدها لبناء أسواق نموذجية،من أجل فك الحصار عن مدينة العرائش،إلا أن النتيجة كانت هي الفشل. وإتهم الكموني مسؤولي مدينة العرائش، باللامبالاة،وإتقان لعبة لوم الآخر،والإكتفاء فقط برمي الكرة في ملعب بعضهم البعض.أما خالد البغدادي ممثل نقابة التجار الصغار والمتوسطين بالعرائش، فتسائل بدوره عن مصير الأسواق النموذجية،ودعا إلى فتح تحقيق في الأسباب الكامنة وراء فشلها،ورفض الباعة المتجولين العمل بداخلها. ولمّح إلى أن جهات في السلطة المحلية،قد تكون ساهمت في فشل تجربة الأسواق النموذجية،بسبب ما شاب عملية توزيع المحلات والمربعات من زبونية وفساد. وأرجع البغدادي في كلمة له أمام حشود التجار،سوء تدبير ملف الأسواق النموذجية، إلى "لعب المسؤولين تحت الطاولة"،وبحثهم فقط على الحلول الترقيعية الفاشلة. وإتهم البغدادي بشكل مباشر،قسم المبادرة الوطنية للتنمية البشرية بعمالة العرائش،بإفساد عملية توزيع محلات في أسواق جنان فرانسيس ورحبة الزرع، وسوق الأحد وسوق النصر.وأضاف بأن معظمها فارغ،"بسبب أنه كان يفترض أن يحصل عليها الفراشة،فإذا بها تصبح في ملكية أبناء وأصدقاء وعائلات أصحاب السلطة والنفوذ،وأخرى أعطيت مقابل ستة آلاف درهم" على حد قوله. المستشار محمد هلال،إتهم بدوره رؤساء الدوائر وقياد الملحقات وباشا العرائش،بعدم القيام بواجباتهم في محاربة ظاهرة "الفرّاشة " .وإستغرب من أقوال باشا العرائش، الذي برّر عدم قيامه بحملات ضد هؤلاء، لكونهم لا يتوفرون على آليات، وموارد بشرية كافية.وعلّق هلال على أن المسؤولين، لا يتوفرون على إرادة حقيقية وليس الآليات لإيجاد حلول ناجعة لمدينة العرائش. وعلمت طنجة24 أن سمير الكموني،قدّم إستقالته من غرفة التجارة والصناعة والخدمات بالعرائش رسميا.وأرجع ذلك إلى إستهتار المسؤولين بمصالح المدينة،ورفض عامل العرائش أو رئيس المجلس البلدي،إستقبال التجار الذين إكتفوا بمسيرة طافت شوارع المدينة.وأضاف الكموني "لقد إكتشفت أن تواجدي بغرفة التجارة، كعدمه. وزاد "نحن بدون صلاحيات". الجدير بالذكر فإن حالة من الحزن، سادت صفوف التجار، بعد الإعلان يوم الخميس 2 يونيو،عن وفاة السلامية بلمجدوب، بائعة الورد في السوق المركزي، والتي شاركت في مسيرة التجار. وأرجع أحد التجار الذين تواصلوا مع موقعنا، سبب الوفاة إلى قضاء السلامية وهي إمرأة كبيرة في السن، يوما كاملا تحت شمس حارقة، أمام بلدية وعمالة العرائش،وإحساسها بالمهانة بسبب رفض أي مسؤول إستقبالهم أو الحديث معهم.