في مبادرة ترمي إلى نفض غبار الانطباعات السيئة التي اقترنت بحي "مولمبيك" في بلجيكا، الذي يقطنه غالبية من المهاجرين من أصول مغربية، قام مجموعة من المنتخبين والنشطاء الجمعويين الفرنسيين، بزيارة إلى هذا الحي في إطار مبادرة تضامن والشروع في التعاون بين المدن التي تجمعها نفس "وحدة المصير". وجرى استقبال أفراد هذه الفعاليات المنتخبة والجمعوية، التي تمثل مجموعة من البلدات الواقعة في بضاحية العاصمة الفرنسية باريس، نهاية الأسبوع الأخير، من طرف عمدة بلدية "مولمبيك"، التي يشار إليها باتهامات تتعلق بإيواء حاملين لأفكار متطرفة، على اعتبار خروج عدد من منفذي هجمات بروكسيل الإرهابية في مارس الماضي، وقبلها هجمات باريس في 13 نونبر2015. وحسب مهدي بيغاديرن (34 سنة)، وهو عضو بمجلس بلدية Clichy-Sous-Bois (شمال العاصمة الفرنسية)، فإنه " مع الأحداث التي عشناها مع كلا الجانبين، نعتقد أن مصيرا مشتركا مع مولنبيك، ونريد استعادة مستقبل أراضينا". ويؤكد بيغاديرن في تصريحات له بمناسبة الزيارة، أنه "حتى ولو كان هناك واقع لا ننكره، فليس التطرف وحده هو على المحك، ولكن هناك أيضا ظروف العيش في هذه الأحياء"، مضيفا: " وحتى الآن، لم يستمع الينا أحد بشأن هذه القضايا و بشأن فكرة العمل معا، عبر الحدود و الانقسامات السياسية، للعثور على حلول لمسألة التعايش". من جهته، باتريك كانير، وزير في الحكومة الفرنسية، المتواجد ضمن هذا الوفد، أكد في تصريح مماثل، أن هناك مئات من الأحياء في المدن الفرنسية، تعيش أوضاعا مشابهة مع حي "مولمبيك" البلجيكي، مضيفا أن هذه الزيارة، تأتي لمسح وصمة العار، التي التصقت بهذا الحي وغيره من الأحياء التي يشكل المهاجرون غالبية قاطنيها. وتعتبر بلدة "مولمبيك"، التي ظلت متهمة بأنها حاضنة للتطرف والتخطيط والانطلاق لتنفيذ أعمال إرهابية استهدفت عددا من المدن الأوروبية، منطقة حضرية تشكل إحدى البلديات التسعة عشر التابعة لإقليم بروكسل العاصمة في بلجيكا، وتضم مجتمعا خليطا من بين الناطقين باللغات الفرنسية و الهولندية و العربية ويغلب على تكوينها السكاني البلجيك من ذوي الأصول المهاجرة والمهاجرين خاصة من المغرب و تركيا.