مهنيون وخبراء في المجال الإعلامي اختاروا الغوص في آليات قصد إصلاح الإعلام المغربي عبر نفق مواجهة تحدياته واشكالياته الراهنة، أمس بمدينة طنجة، على هامش الاحتفال بالذكرى الثانية لافتتاح مقر بيت الصحافة من لدن الملك محمد السادس . المهتمون بالمجال والفاعلون الإعلاميون المغاربة وبينهم مصطفى الخلفي وزير الاتصال الناطق الرسمي باسم الحكومة وعبد الله البقالي رئيس النقابة الوطنية للصحافة المغربية، ناهيك عن وجوه إعلامية بارزة وخبراء في مجال التكوين الصحفي، استعرضوا الكثير من المطبات التي واجهت الصحافة في المغرب وما تزال تشكل حاجزا أمام تقدمها ، تحدثوا عن الماديات وعن الاشهار واسهبوا في الحديث عن القوانين المنظمة والقانون الجديد للصحافة واستشرقوا املا في اصحاب القرار داخل الحكومة والهدف يبقة مسايرة نجاح الاعلام المغربي بكل تجلياته ليكون السلطة الرابعة التي تبرز دوما تقدما واضعا على جميع الاصعدة . سعيد كوبريت رئيس بيت الصحافة، وبعد كلمة ترحيب بالمشاركين في هذه الاحتفالية، اكد أن اختيار تنظيم مائدة مستديرة لمناقشة أسئلة إصلاح الإعلام الوطني، يعكس الرهان الكبير لمؤسسة بيت الصحافة، حين واصلت مسيرتها بثبات في بسط أهدافها الرامية إلى جعل هذا البيت فضاء للحوار وتبادل الأفكار، بل ومصدر قوة اقتراحية فاعلة في تطوير الممارسة المهنية ولم شمل المهنيين. مصطفى الخلفي وزير الاتصال الناطق الرسمي باسم الحكومة، ركز على أهمية عقد مثل هذه اللقاءات، التي تساهم في إثراء الحوار والنقاش حول واقع قطاع الصحافة والإعلام ببلادنا، بعدما استعرض العديد من المحطات المواكبة لعملية الإصلاح، معربا عن استعداده لمواصلة العمل إلى جانب كافة المهنيين، بغاية تحقيق الأهداف المرجوة، في سبيل الرقي بهذا المجال الحيوي، وتطوير أدائه، وفق المعايير المطلوبة لتنزيل إصلاحات حقيقية وواقعية بشراكة مع مختلف الأطراف المعنية. من جانبه اهتم عبد الله البقالي رئيس النقابة الوطنية للصحافة المغربية، بالجانب المهني والمادي، واعتبره من أوليات الإصلاح، في سبيل توفير كل الشروط المناسبة، لوضع اللمسات الأخيرة على عملية الإصلاح، التي قطعت أشواطا طويلة، من أجل ضمان ممارسة سليمة انطلاقا من حماية حقوق الصحفيين. وفي سياق الحدث قال عبد الوهاب الرامي استاذ بالمعهد العالي للصحافة بالرباط في تصريح لجريدة طنجة 24 الالكترونية ان الحدث شكل ميزة اساسية تنبني على تقديم افكار ومقتراحات من طرف خبراء ومهنيي الاعلام بكافة اشكاله وحيثياته ، واضاف ان مثل هذه اللقاءات تعطي الفرصة امام كل الفاعليم للقيام بجرد شاممل لكل القضايا المرتبطة بالاعلام الوطني والذي يشكل الحلقة المهمة في عملية الاصلاح . المشاركون في هذا اللقاء، عبروا عن تفاؤلهم الحذر من مستقبل الصحافة والإعلام ببلادنا، أمام مجموعة من التحديات التي تواجه هذا القطاع، من أجل تجاوز كل اختلالاته التنظيمية، ومواكبة التطورات السريعة للتكنولوجيا الحديثة، التي تلاحقه، إلى جانب الحاجة الماسة للتكوين المستمر واحترام أخلاقيات المهنة. وقد جمع بيت الصحافة لأول مرة مجموعة من الأسماء الإعلامية الرائدة، ساهمت في مناقشة أسئلة إصلاح الإعلام الوطني، وذلك من خلال مشاركة كل من محمد بلغوات مدير المعهد العالي لمهن السمعي البصري، محمد مماد مدير قناة الأمارزيغية ، عبد الصمد بن شريف مدير قناة المغربية، عبد الوهاب الرامي أستاذ بالمعهد العالي للإعلام والاتصال، عثمان النجاري مدير الأخبار بقناة ميدي 1تيفي، فاطمة البارودي مديرة الأخبار بالقناة الأولى، عبد اللطيف المبرع مدير الأخبار بالإذاعة الوطنية، ابراهيم الشعبي المدير الجهوية لوزارة الاتصال، عبد العزيز حيون المدير الجهوي لوكالة المغرب العربي للأنباء، أحمد الدافري رئيس الجمعية المغربية لنقاد السمعي البصري، محمد بودن مدير مركز أطلس للدراسات الاستراتيجية، فؤاد العماري مدير البرامج بإذاعة كاب راديو، الطيب بوتبقالت رئيس المنظمة المغربية للإعلام الجديد، محمد بورويص صحفي بقناة ميدي1 تيفي، محمد عدة منتج تلفزي. وبذات المناسبة ومن أجل حفظ الذاكرة الإعلامية المغربية و توثيق وتثمين أرشيف الصحافة الوطنية وبالخصوص الدور الريادي للإعلام الجهوي بمدينة طنجة عبر الحقب والعقود الماضية، يحتضن بيت الصحافة بتعاون مع وزارة الاتصال، معرضا للصور التاريخية النادرة تحت عنوان: "قرنان من الصحافة المكتوبة بالمغرب : نموذج الجرائد الصادرة بطنجة منذ بدايات القرن 19"، يضم وثائق هامة من الصفحات الأولى للجرائد الورقية الصادرة أو المطبوعة بمدينة طنجة قبل فترة الحماية إلى غاية استقلال المغرب.