احتضنت مساء أمس الخميس مكتبة خوان غويتصولو التابعة لمعهد سرفانطس بمدينة طنجة، حفل تقديم وتوقيع الرواية الجديدة "طنجة،طنجة" للكاتب الاسباني ليوبولدو ثيبايوس الذي ازداد سنة 1935 بمدينة القصر الكبير وقضى فترة مهمة من طفولته وشبابه بمدينة البوغاز. وقال الكاتب الاسباني ليوبولدو ثيبايوس خلال هذا الحفل "لقد كتب الكثير عن مدينة طنجة، وخلال السنوات الأخير فقط صدرت العديد من الروايات والكتب عن هذه المدينة، وكان أغلبها يتحدث عن الطابع المحلي لمدينة طنجة، بينما في روايتي 'طنجة طنجة' تحدثت عن مدينتي بشمولية عامة". وانتقد الكاتب بشدة مجموعة من الكتاب الذين كتبوا عن مدينة طنجة وصوروها كأنها كانت وكرا للدعارة والمخدرات والتهريب والجاسوسية، موضحا أن الأمر كان موجودا، ولكن ليس بالحدة التي وصفها بعض هؤلاء الكتاب. وأشار بأن مدينة طنجة الدولية كانت نقطة تلاقي وتعايش حقيقي بين جميع الديانات والثقافات قل نظيرها في العالم بأسره، وكانت ملجأ للهاربين من الحروب والمشردين، وإليها لجأت الحركة الوطنية للمطالبة باستقلال المغرب. ومن جانبه قدم الفاعل الجمعوي والكاتب الطنجاوي رشيد التفرسيتي نظرة موجزة عن حياة وأعمال ثيبايوس مقدما قراءة نقدية للرواية حيث أنه أكد قائلا "لدي شرف كبير أن أجلس على مائدة تقديم هذه الرواية مع صديقي الكاتب ليوبولدو ثيبايوس". وأضاف التفرسيتي في مداخلته خلال هذا اللقاء الادبي أنه استفاد كثيرا من خلال قرائته لهذه الرواية، وكانت بوابة ليتعرف على بعض مظاهر هذه المدينة التي كان يجهلها رغم أنه، -حسب قوله- قضى فيها كل حياته وقرأ عنها الكثير. وتدور أحداث رواية "طنجة،طنجة" حول مدينة وحقبة وأناس لم تعد موجودة قط حيث أصبحت هذه المدينة وسكانها أسطورة لا يمكن أن تتكرر، مدينة متعددة اللغات والأجناس والأديان يتعايشون فيما بينهم بود ومحبة. وتتحدث الرواية بالضبط عن عائلة كاردونا التي حلت بمدينة طنجة من جبل طارق في سنة 1860، ومنذ حلولها يسرد لنا الكاتب موازاة مع ذلك التحولات التي شهدتها مدينة طنجة منذ تلك السنة حتى أواخر سنة 1952، وهي الفترة التي يعتبرها الكاتب مرحلة بداية تراجع إشعاع المدينة على جميع المستويات.