في شمال المغرب، يرتفع عدد النساء المغربيات الحوامل اللواتي يفضلن الإنجاب في مستشفيات إسبانية بدلاً من المستشفيات المغربية. هذا ما تضمّنه تقرير إحصائي أعدّته مندوبية وزارة الصحة الإسبانية في مدينة مليلية المحتلة. بيّن مدير معهد التدبير الوطني الطبي فرانسيسكو روبلس في مليلية، خلال ندوة صحافية، أن "60 في المائة من النساء اللواتي أنجبن في مختلف مراكز التوليد، خلال العام الماضي، خصوصاً في مستشفى كوماركال، لا يقطنّ في مليلية، بل يلجأن إليها من المناطق المغربية المجاورة". وأوضح أن النسبة "ارتفعت بست نقاط بالمقارنة مع عام 2014، فيما نسبة 40 في المائة المتبقية تشمل المغربيات والإسبانيات اللواتي يعشن في مليلية". وكشف التقرير الإسباني عن الأسباب التي تدفع النساء المغربيات إلى الوضع في "كوماركال"، وأبرزها ضعف أو غياب الخدمات الصحية العامة في المستشفيات المغربية، خصوصاً في أقسام الولادة، بالإضافة إلى فقدان الثقة في هذه المستشفيات وأطقمها، وكذلك الطمع في الحصول على الجنسية الإسبانية. بالتالي، تصبح مليلية المحتلة البديل الطبي الأفضل. ويضاف إلى قائمة الأسباب، غلاء تكاليف عمليات الولادة في المستشفيات المغربية، إذ تصل كلفة عملية الوضع الطبيعي إلى نحو ألفي يورو والعملية القيصرية إلى نحو أربعة آلاف، بحسب ما يفيد تقرير مندوبية وزارة الصحة الإسبانية. ويشير التقرير، في الوقت نفسه، إلى أن التغطية الصحية لا تتوفّر لهؤلاء النساء، الأمر الذي يصعب إجبارهنّ على دفع تكلفة الولادة في مستشفى كورماركال الإسباني. هؤلاء يخضعن إلى قانون خاص لا تسجّل وفقه أكثر عمليات الوضع، لكنه يلزم المستشفى باستقبالهنّ، لأن حكومة مليلية المحتلة تستفيد من ميزانية موفّرة لمثل هذه الحالات، إذ إنها منطقة حدودية لا تستقبل فقط النساء الحوامل اللواتي يتحضّرن للإنجاب، بل المهاجرين غير الشرعيين أيضاً. ويفيد التقرير بأن عدد النساء اللواتي أنجبن في مستشفى مليلية العام الماضي، هو ثلاثة آلاف امرأة. وهو ما يعني، بحسب المتحدث الإسباني، أن عدد الحالات تزايد بالمقارنة مع عام 2014 الذي سجلت فيه 2758 حالة إنجاب. يُذكر أن 1714 من مجموع هؤلاء النساء دخلن المستشفى، وقد أتين من الداخل المغربي. إلى ذلك، سجّلت نحو 2250 عملية وضع في عام 2010، ونحو 2422 في عام 2011، ونحو 2317 في عام 2013. (*) صحفية فلسطينية مقيمة بطنجة