عاد مشهد الكر والفر بين القوات العمومية والأساتذة المتدربين بالمركز الجهوي لمهن التربية والتكوين، ليفرض نفسه في شوارع مدينة "البوغاز"، بعدما تدخلت القوات الأمنية لمنع مسيرة جديدة، كان هؤلاء الأساتذة يعتزمون القيام بها، ضمن حلقة جديدة من المسلسل الاحتجاجي المطالب بإسقاط مرسومين حكوميين. فبعد أن أمضى الأساتذة المتدربون، أزيد من ساعة ونصف، بساحة "فارو" (سور المعكازين)، رافعين شعارات وهتافات تطالب بإسقاط المرسومين الحكوميين، المؤديان إلى فصل التكوين عن التوظيف، تمكن المحتجون من تجاوز الطوق الأمني، الذي ضربته القوات العمومية حول وقفتهم الاحتجاجية، التي كانت مبرمجة في إطار هذه الجولة الجديدة مما يسميه الأساتذة المتدربون ب "الثورة البيضاء"، بهدف تنفيذ مسيرة باتجاه ساحة الأمم. وبالرغم من الطوق الأمني لاحتجاج الأستاذة المتدربين، تمكن هؤلاء من تجاوز العناصر الأمنية، بهدف التحرك في مسيرتهم الاحتجاجية، غير أن الأمر سرعان ما تحول إلى مطاردة بين الطرفين، كانت عدد من شوارع المدينة مسرحا لها. ولم تمر مطاردة العناصر الأمنية للمحتجين دون خسائر، حيث أصيب عدد الأساتذة والأستاذات المتدربين، حينما هوت هروات العناصر الأمنية ورفساتهم على أجسادهم، ما تسبب في ارتباك مروري كبير. ويواصل الأستاذة المتدربين بالمركز الجهوي لمهن التربية والتكوين بطنجة، على غرار نظرائهم في باقي المراكز الجهوية بمناطق المغرب، منذ أكتوبر الماضي، احتجاجات ضد مرسومين حكومين، يعيدان تنظيم الولوج والتخرج. ويعتبر متدربو هذه المراكز، أن تطبيق هذين المرسومين فيه من التوظيف بعد نجاحهم في امتحانات التكوين، بل فقط سيحصلون على شهادة التأهيل، أما التوظيف والتعيين على التوالي في إطار أستاذ فلن يتم إلا بعد فتح مباراة أخرى من طرف وزارة التربية الوطنية والمشاركة فيها والنجاح. أما المرسوم الثاني فينص على تقليص المنحة الشهرية للمترشحين المقبولين في سلك تأهيل أطر هيئة التدريس من 2454 درهما إلى 1200 خلال سنة التكوين، وهو ما يرى فيه الأستاذة المتدربين حيفا في حقهم.