موازاة مع احتفالات اليوم العالمي للمرأة، لم تسلم الأستاذات المتدربات بالمركز الجهوي لمهن التربية والتكوين بطنجة، اللواتي رافقن زملاءهن في محطة احتجاجية جديدة، من هراوات الأمن وركلاتهم، حين تدخلوا لفض وقفة احتجاجية بساحة "فارو (سور المعكازين)" وسط مدينة البوغاز. ووجد المحتجون، بما فيهم الأستاذات اللواتي تحتفل الكثيرات من أقرانهن من بنات حواء، في مثل هذا اليوم بما يسمى ب"اليوم العالمي للمرأة"، أنفسهم وسط طوق أمني، سرعان ما تحول إلى تدخل أسفر عن إصابة عدد من المتظاهرات والمتظاهرين، ضمنهن ثلاث أستاذات وصفت إصابتهن بالبليغة. ولجأ عدد من المحتجين، إلى حماية زميلتهن من تدخلات الأمن، مما جعلهم أكثر عرضة للضرب والركل من طرف العناصر الأمنية، الذين ظلوا مصرين على تنفيذ تعليمات رؤسائهم المنحصرة في فض الاحتجاج. وتعالت صرخات مجموعة من الأستاذات خلال هذه الوقفة التي تم أثناءها تسجيل مناوشات مع العناصر الأمنية، منددات بهذا التدخل الأمني العنيف "الذي يكشف زيف شعارات حقوق الإنسان وكرامة المرأة"، حسب تعبيرهن. وعرفت الوقفة، رفع شعارات مناوئة لرئيس الحكومة عبد الإله بنكيران ووزيره في التعليم رشيد بلمختار، كما نددوا بالتدخل الأمني المستمر في حقهم خلال الاحتجاجات التي ينظمونها بشكل أسبوعي. كما عبر المتظاهرون، خلال الوقفة، من خلال الشعارات والهتافات، عن تمسكهم بأشكالهم الاحتجاجية، مهددين بخطوات أكثر تصعيدا، حتى إسقاط المرسومين الحكوميين. مؤكدين أن "القمع الأمني" لن يثنيهم عن مطالبهم المتمثلة في الحق في التوظيف بعد استيفاء فترة التكوين. ودخل الأساتذة المتدربون في مختلف مناطق المغرب، منذ 23 أكتوبر الماضي في احتجاجات من أجل إلغاء المرسومين الوزاريين المذكورين، حيث يقاطعون الدروس النظرية والتطبيقية منذ ذلك التاريخ، فيما لا زالت وزارة التربية تلتزم الصمت إزاء هذه الاحتجاجات.