لجأت السلطات الأمنية بطنجة، مرة أخرى، إلى استعمال لغة العصا مع الأساتذة المتدربين بالمركز الجهوي لمهن التربية والتكوين، عندما تدخلت القوات العمومية، مساء اليوم الاثنين، لفض معتصم كان "أساتذة الغد"، قد بدأوه منذ ظهر نفس اليوم، وكان مقررا أن يمتد 48 ساعة. ولم تنفع محاولات المسؤولين الأمنيين، على مدى ساعات في إقناع ممثلي الأساتذة المتدربين، بفض الاعتصام من أمام مقر النيابة الإقليمية لوزارة التربية الوطنية والتكوين المهني، وإخلاء مسرح هذا الشكل الاحتجاجي، ما جعلهم في النهاية يلجأون إلى خيار تفريقهم باستعمال القوة العمومية، عند حوالي السابعة والنصف من مساء اليوم. ولم يمر التدخل الأمني في حق المعتصمين، دون وقوع مصابين، فقد سقط أستاذ وزميلته مصابين برضوض وإصابات في عدد من مناطق جسديهما، جراء تعرضهما للضرب والركل من طرف بعض أعضاء القوات العمومية، ما تطلب نقلهما إلى قسم المستعجلات بالمستشفى الجهوي محمد الخامس. تبعا لما سجلته صحيفة طنجة 24 الإلكترونية من عين المكان. متحدث من التنسيقية الوطنية للأساتذة المتدربين بالمراكز الجهوية لمهن التربية والتكوين، اعتبر في حديث مع الجريدة، أن هذا التدخل الأمني كان متوقعا، على اعتبار أن هذا الاحتمال بات واردا في كل محطة نضالية يقوم بها الأساتذة المتدربون. وأضاف المصدر، أن المقاربة التي تصر عليها السلطات الأمنية ومن ورائها الحكومة، لن تثني الأساتذة المتدربين في نضالاتهم حتى إسقاط المرسومين الحكوميين، المفضيين إلى فصل التكوين عن التوظيف، وتقليص قيمة المنحة الدراسية إلى النصف. وكان الأساتذة المتدربون بالمركز الجهوي لمهن التربية والتكوين بطنجة، قد بدأوا زوال اليوم الاثنين، اعتصاما يمتد حتى يوم الأربعاء المقبل، في خطوة تصعيدية ضد حكومة "عبد الإله بن كيران"، بهدف إسقاط المرسومين. وكان آخر شكل احتجاجي نظمه الأساتذة المتدربون، هو اعتصام مماثل لمدة 12 ساعة في منحيط المركز الجهوي لمهن التربية والتكوين، وهو الشكل الإحتجاجي الذي لم يمر دون مناوشات مع قوات الأمن العمومية، التي حاولت فض الاعتصام. ودخل الأساتذة المتدربون في مختلف مناطق المغرب, منذ 23 أكتوبر في احتجاجات من أجل إلغاء المرسومين الوزاريين المذكورين, حيث يقاطعون الدروس النظرية والتطبيقية منذ ذلك التاريخ, فيما لا زالت وزارة التربية تلتزم الصمت إزاء هذه الاحتجاجات.