لم يعد تعدد اللغات في الوقت الراهن نوع من الرفاهية التي يحظى بها الأشخاص من الطبقات الغنية دون غيرهم، بل بات حاجة ضرورية وخاصة مع توسع نطاق العلاقات بين الدول، وكثرة الاعتماد على المواقع والشركات الأجنبية، والتي بالتأكيد بحاجة إلى من يجدون اللغات المتعددة، فضلاً عن أن تعدد اللغات يتيح للفرد تطوير ذاته، فهو قادر على التواصل مع غيره الذين لا ينطقون لغته، كما انه قادر على قراءة مصادر تعلم متعددة بكافة اللغات التي يعرفها، لعل هذه هي أهم الأسباب التي تدعونا إلى تعلم لغات غير اللغة الأم التي لدينا، واليوم سنبين لكم كيفية تعلم لغة جديدة بالاعتماد على الوسائل الأولية والثانوي، بعد بيان مفهومها، وذلك بحسب موقع "ساسة بوست". بالنسبة إلى الوسائل الأولية، أو المورد الأوَّلي فهو الوسيلة أو البرنامج الأساسي الذي ستستخدمه خلال مشروع دراستك اللغوية ⎼ أو خلال جزء منه ⎼ وسيشمل غالبًا جوانب متنوعة للغة، تشمل الوسيلة الأولية الجيدة عادةً ممارسة وتدريبات على الكتابة والقراءة والتحدُّث والاستماع سويًّا في مكان واحد. ومن الأمثلة على الاستراتيجيات الأولية لتعلُّم اللغات، فصول اللغات الكاملة مثل تلك التي تُدرَّس في المدرسة أو الجامعة، أو مُعلِّم خاص، أو دردشة دورية بالفيديو مع متحدِّث أصلي للغة أو مع دارس زميل في مرحلة متقدِّمة، كما يمكن أن تكون الموارد الأولية برنامج إلكتروني أكبر وأكثر شمولًا، أو دورة صوتية مثل روزيتا ستون أو منهج بمزلر أو روكيت، بينما ليس أي من هذه البرامج مثاليًّا ⎼ وبعضها أقل جودةً من غيرها ⎼ يجمعهما شيء واحد، فهم يُلمُّون بجوانب متعدِّدة للتعلُّم بطريقةٍ مُنتِجة ومستقيمة نسبيًّا. ليس من الضروري أن تختار وسيلة أولية واحدة، ولكن يُعَد اختيار واحدة للبدء بها بدايةً جيدة، إذا كنتَ ملتحقًا ⎼ أو تنوي الالتحاق ⎼ بفصل أكاديمي لدراسة لغةٍ، سواء في المدرسة الثانوية أو في الجامعة أو في دورة فصلية رسمية، سيفي هذا بالتأكيد بالغرض. كما أنَّ تبادل اللغات بين دارسين طريقة ثانوية رائعة سأتطرَّق لها لاحقًا، وهنا ننصح المبتدئين تمامًا بمنهج بمزلر في حالة عدم وجود فصل دراسي أو تدريس خاص منتظم، فهو يُشكِّل نواة صلبة لفترة ثلاثة شهور (نفس مدة المستوى في فصل دراسي تقريبًا)، ويمكن الاستعانة بالقدر الذي ترغب فيه من الوسائل المُكمِّلة الأخرى، إنَّه لا يُقدِّم الكثير من حيث القراءة أو الكتابة، ولذا ستحتاج إلى مُكمِّلات في هذين المجالين، ولكن لحسن الحظ ليس من الصعب العثور على هذه المُكمِّلات. من الهام أن تتذكَّر أنَّك لست مُلزمًا باستخدام استراتيجية أولية واحدة فقط، فاستخدام المزيد قد يكون في الحقيقة مفيدًا، ولكن هذه الأدوات، على عكس الاستراتيجيات الثانوية، ستحمل معظم عبء تعلُّمك وتُمثِّل أغلب روتينك اليومي. الوسائل الثانوية، تشمل هذه الأدوات كل شيء آخر، كل تطبيقات الهواتف والمواقع الإلكترونية، وكل البطاقات التعليمية ومحطات الراديو والأفلام والموسيقى وغيرها، ومن هنا يأتي تنويع مشروعك لتعلُّم اللغة، يمكنك قراءة ما كتبته عن تنويع أنظمتك لتعلُّم اللغة وفوائده في هذا المقال منذ فترة. جرِّب واحدًا أو أكثر من شبكات التواصل الاجتماعي لتعلُّم اللغات مثل Colango أو Linqapp أو Parleremo. الأمر الهام الذي يجب أن تتذكَّره فيما يخص الأدوات الثانوية لتعلُّم اللغات هو أنَّك لا يمكنك حقًّا تعلم لغة باستخدام أي من هذه الأدوات وحدها، وهذه نقطة هامة، لأن الكثير من هذه المنتجات والخدمات ⎼ إن لم يكن كلها ⎼ يدَّعي أنَّ هذا ممكن، هذه مُكمِّلات، ولكن هذا لا يجعلها ضعيفة أو أقل أهمية من نظرائها من الأدوات الأولية، استخدمها للغرض الذي صُنِعت من أجله، وهي مجانية غالبًا أيضًا. ختاماً، عليكَ المشاركة في تبادل لغوي، ولكن من الهام أن تنتبه إلى أنَّك لا تتعامل مع مُدرِّس محترف بمُقرَّرٍ دراسي منظَّم، والأكثر من ذلك أنَّ ما يجعل هذه الوسيلة ثانوية حقًّا هو أنَّها تميل فقط إلى التركيز على الاستماع والتحدُّث، وليس على القراءة والكتابة، ولكن بالطبع توجد استثناءات، ويمكنك أنت أن تُقرِّر إذا ما كانت ترتيباتك الخاصة للتبادل أوليةً أو ثانويةً.