بزي عسكري أنيق، وحركات محسوبة، تصطف نساء عسكريات في نظام وانتظام تامين لبدء تداريبهن اليومية بمركز تكوين المصالح الاجتماعية للقوات المسلحة الملكية، استعدادا لخوض مجال الخدمة الاجتماعية للعسكريين. ضابطات وضابطات صف دفعهن الشغف بالخدمة العسكرية إلى الالتحاق بصفوف المؤسسة العسكرية، التي تحتفل على غرار باقي المؤسسات الوطنية باليوم العالمي للمرأة، والتجند في إطار وحداتها إسوة بأشقائهن الذكور، إسهاما في توسيع دائرة مشاركة المرأة في الحياة المجتمعية. هي إذن بصمة جديدة تطبعها هؤلاء النساء في تاريخ الخدمة العسكرية بحمل السلاح والتفاني في الذوذ عن حوزة الوطن وإعلاء رايته، بشجاعة لا تقل عن شجاعة الرجال، لتمحو بذلك صورة نمطية ارتبط فيها تمثل المجتمع للمرأة، أو الجنس الناعم، بالضعف واللطف والحساسية، وتثبت في المقابل قدرتها وأهليتها لتحمل مسؤولية بجسامة المهام العسكرية. مهام تتجلى، حسب الملازم أمنية مقتصد، في مساهمة المساعدات الاجتماعيات في مجموعة من العمليات، كالمشاركة في المستشفيات العسكرية الميدانية لمساعدة سكان المناطق النائية، خاصة من خلال التوجيه والتوعية، وتحديد مستوى الاحتياجات ودقة التدخل، فضلا عن إسهامها في تنظيم وتسهيل عمليات عبور المغاربة المقيمين بالخارج. ولا ينحصر الأمر في هذه المهام، تضيف الملازم أمنية في تصريح بالمناسبة، بل يتعداه إلى الاضطلاع بأدوار أخرى من قبيل التدخل في حالة الكوارث الطبيعية، حيث يتمثل دور المساعدة في إحصاء المصابين ورصدهم حسب نوعية المساعدة المطلوبة، إضافة إلى دعم الأشخاص المسنين واليتامى والنساء الحوامل وذوي الاحتياجات الخاصة. فالمرأة أضحت تضطلع بأدوار بارزة في مجال الخدمة العسكرية الاجتماعية، وتتولى اختصاصات متعددة ضمن القوات المسلحة الملكية في مختلف الاختصاصات، تضيف السيدة مقتصد. أما الضابطة زينب الغازي، فاعتبرت أن المرأة أصبحت أكثر حضورا في ميدان العمل العسكري، خاصة في مصالح الخدمة الاجتماعية للقوات المسلحة الملكية، التي تعكس المشاركة المتميزة للمرأة، عبر تفعيل السياسة الاجتماعية والنهوض بالعمل الاجتماعي. وتتنوع سلة الخدمات الاجتماعية، تضيف السيدة الغازي في تصريح مماثل، بين توقيع اتفاقيات للمساعدة الطبية الاجتماعية الشاملة، وإرساء منظومة للمساعدة والدعم تتمحور حول منح مساعدة مالية للعسكريين، سواء تعلق الأمر بقرض اجتماعي أو بقرض عقاري أو غيره. هذه الخدمات المتنوعة والهادفة إلى دعم العسكريين، حسب الضابطة زينب، تجعل من المساعدة الاجتماعية مهمة كبرى تتطلب التزاما جماعيا وتنسيقا كبيرا بين كافة العناصر العسكرية النسائية. ولعل تحقيق هذه الغايات هو الدافع إلى تتبع مسار للتدريب العسكري، يواكبه تكوين نظري في عدة تخصصات، يشرف عليه أساتذة جامعيون مرموقون. فبين أنشطة بدنية ورياضية، وتداريب الاستعراضات العسكرية، مرورا بتداريب المحاكاة القتالية، إلى فن حمل السلاح، تمضي العسكريات يومهن في تجند تام لاستكمال تكوينهن الذي يتوج بعد أربع سنوات من التكوين العسكري والجامعي بدبلوم الدراسات العسكرية المتخصصة بالنسبة للضابطات، وثلاث سنوات بالنسبة لضابطات الصف اللائي يتلقين تكوينا عسكريا محضا وتكوينا تخصصيا.