"اكتشفت موظفا لم يحضر إلى مكتبه طوال ثلاث سنوات"، الكلام لعمدة مدينة طنجة، محمد البشير العبدلاوي، خلال أشغال الجلسة الأولى لدورة فبراير يوم الجمعة الماضي، حين تطرق إلى واقع التسيير داخل دواليب الجماعة الحضرية لمدينة طنجة، التي وقف عليها خلال المائة يوم الأولى من توليه المسؤولية. العبدلاوي، أوضح أن هذا الموظف، الذي لم يذكر هويته أو معطيات عن المصلحة التي يتولى فيها مهامه، ظل طوال هذه السنوات يتقاضى راتبه كاملا، بل وحظي بترقية في سلم الوظيفة العمومية دون أن يؤدي أية وظيفة خلال الفترة المذكورة. فيما لم يشر العمدة إلى أية إجراءات يعتزم القيام بها لمعالجة هذا الاختلال. واعترف عمدة المدينة، أنه خلال المائة يوم الأولى من فترة تسييره للجماعة الحضرية، لم يقم بأية تغييرات أو حركية بالأقسام والمصالح الجماعية، وذلك في سياق رده على أنباءتحدثت عن إعفائه لأحد الموظفين الجماعيين، لدواعي مرتبطة بنزعة سياسية، وفقا لما ذهبت إليه الأنباء المنشورة من طرف مواقع إلكترونية محلية. مصدر نقابي بالجماعة الحضرية، وفي تعليق له على المعطى الخطير الذي بثه العمدة العبدلاوي خلال الجلسة العمومية المذكورة، أكد أن الوضع أخطر بكثير مما وقف عليه رئيس الجماعة حتى الآن، لافتا أن أغلب الأقسام والمصالح، تعيش حالة من الجمود بسبب الغياب المستمر للموظفين عنها، ما يتسبب في تعثر مصالح المواطنين وغيرهم. واستحضر المصدر الذي طلب عدم كشف هويته، حالة مستثمر أجنبي، ظل يتردد على مصالح الجماعة الحضرية لعدة أسابيع، للقيام ببعض الإجراءات الإدارية، غير أن غياب الموظفين باستمرار، دفعه لوقف جميع هذه الإجراءات. وفي اعتقاد المتحدث، فإن نسبة كبيرة من هؤلاء الموظفين الذين يتم إلصاق صفة "أشباح" بهم، يعتبرون ضحايا لشطط بعض مسؤولي ورؤساء الأقسام، الذين يعمدون إلى إقفال المكاتب في وجه هؤلاء الموظفين بحجج ودواعي عديدة، مما يجعلهم مرغمين على العودة إلى منازلهم واكتسابهم صفة "أشباح". ويسرسل نفس المصدر، قائلا "غير أنه ينبغي الإشارة إلى أنه بالرغم من هذا الحال، فهؤلاء الموظفين ليسوا موضع دفاعنا ونضالاتنا في النقابة، لأن عليهم تسجيل حضورهم مهما كانت الظروف"، داعيا العمدة العبدلاوي إلى مراعاة مختلف الجوانب الموضوعية في معالجة ظاهرة الموظفين الأشباح، كما طالب بتحسين ظروف اشتغال جميع أطر وموظفي الجماعة.