تعاني ساحة “تافيلالت” الواقعة إداريا ضمن النفوذ الترابي لمقاطعة مغوغة، من حالة إهمال كبيرة لم تتوقف عند الإجهاز على النافورة التي كانت تتوسطها قبل سنوات، ليتحول هذا الفضاء في يومنا هذا إلى نقطة سوداء بسبب الأوساخ والتعفنات وانتشار الروائح الكريهة. وترتبط ساحة “تافيلالت” تاريخيا بمنطقة مكادة، على اعتبار أنها كانت القلب النابض لهذه المنطقة الشعبية الأكبر في مدينة طنجة، حيث ظلت تحتضن مختلف التظاهرات والاحتفالات الشعبية والرسمية، قبل أن يتم تهيئتها وتأثيثها بنافورة أضفت جمالية لافتة على هذا الفضاء العمومي. “لقد كانت هذه النافورة نقطة إشعاع كبير وسط حي شعبي مثل بني مكادة ،حيث كان فضاؤها يتحول إلى محفل يومي يشع بالأنوار وببريق المياه المتلألئة التي تزيد المكان روعة وجمالا” يصف تقرير لرابطة الدفاع عن حقوق المستهلكين جانبا مما كان عليه محيط هذه النافورة التي تآكلت مع الشهور الموالية لتهيئتها. وتبرز الرابطة في تقريرها، الأسباب التي أدت إلى الإجهاز على هذه المنشأة، إلى “غياب الحزم والصرامة في تدبير شؤونها والعمل على صيانتها وحراستها، والحفاظ على استمراريتها”. وعلى الرغم من دخول بني مكادة، في خانة رؤية تنموية شاملة من أعلى سلطة في البلاد، تجعل من النهوض بالإنسان ركيزة في النمو الاجتماعي والاقتصادي، إثر إطلاق الملك محمد السادس لبرنامج “طنجة الكبرى” سنة 2013 انطلاقا من هذه المنطقة، إلا أن هذا الفضاء ظل على هامش هذا التوجه الذي غير وجه بني مكادة إلى حد ما. “لا تُشَرف هذه الساحة بني مكادة ولا مدينة طنجة، لا نعرف لماذا يلحقها الإهمال من طرف المسؤولين”، تقول طالبة كانت متوقفة قبالة هذه الساحة وهي تنتظر حافلة النقل الجامعي، مضيفة: “حرام أن يتركوا هذه الساحة تضيع، لماذا لا يحولونها إلى رمز من رموز المنطقة كما يروي عنها آباؤنا؟”. وبنفس نبرة الاستياء، يجيب شاب عن سؤال حول رأيه في هذه الساحة قائلا ” “واقع هذا الفضاء يتحدث عن نفسه، لم يكلف المسؤولون أنفسهم حتى عناء تنظيف الساحة من الأزبال المنتشرة في مختلف أركانها”.