الصور من ساحة تافيلالت ببني مكادة أصبحت جل النافورات المحدثة بساحات مدينة طنجة، أماكن مفضلة لممارسة السباحة لدى شريحة كبيرة من الأطفال المنحدرين في أغلبهم من الأحياء الشعبية. فمع ارتفاع درجات الحرارة التي تعرفها مدينة طنجة منذ أيام كغيرها من باقي مدن المملكة، لا يجد هؤلاء الأطفال أنسب من هذه النافورات التي أحدثتها الجماعة الحضرية لطنجة خلال السنوات الأخيرة في إطار مشاريع التهيئة الخاصة بالمدينة، من أجل تلطيف أجسادهم الصغيرة من وهج الحرارة التي تعم أجواء مدينة البوغاز. استياء عارم.. الامتعاض يبدو واضحا على وجوه العديد من المواطنين الذين يمرون بجانب النافورة الكبيرة التي الواقعة بساحة تافيلالت وسط شارع مولاي سليمان في بني مكادة جنوبالمدينة، وهم يشاهدون مياه هذه النافورة وقد تغير لونها بعد ان أصبحت بمثابة مسبح عمومي للأطفال الذين يتناوبون بالارتماء وسطها وهم غير مكترثين بما حولهم. "إنهم يشوهون منظر النافورة"، هكذا علقت إحدى المارات خلال حديثها مع رفيقة لها، معبرة عن استيائها لمشهد هؤلاء الأطفال المتجمهرين حول هذه النافورة التي كلفت الجماعة الحضرية الملايين من أجل إحداثها، من أجل أن تضفي بعض الجمال الذي افتقدته معظم أحياء منطقة بني مكادة الهامشية. "بحال هاد الناس ما صالح لهم لا خاصة ولا والو" تجيب مرافلقتها وهي تجر قديمها للابتعاد بسرعة عن النافورة تفاديا للمياه التي تتقاف منها بسبب الارتماء المتكرر لأجساد هؤلاء الاطفال وسطها. ما في اليد حيلة.. " الله يحسن العون لو كانوا لقاو فين يعومو ما كانوشي جاو لهنا"، يقول صاحب محل تجاري يوجد أمام النافورة معلقا على مشهد الأطفال الذين يسبحون وسطها. وهو موقف يتفق إلى حد كبير مع مبررات هؤلاء الأطفال، فالعديد منهم أن اختيارهم هذا يأتي بسبب بعد الشاطئ عن مناطق أحيائهم، وأن التكلفة التنقل منها وإليها تبقى كبيرة بالنسبة لهم، كما أن تكلفة ارتياد المسابح الخاصة تترواح ما بين 50 و 200 درهم، وهي تكلفة جد مرتفعة بالنسبة إليهم.