منذ أواخر السبعينات للقرن الماضي ومدينة الفنيدق والمدن المجاورة الوجهة المفضلة لعشاق التسوق على الصعيد الوطني ولازالت إلى يومنا هذا ،وكان أول من وضع اللبنة الأساس لهذه الوجهة هو سوق المسيرة الخضراء . ولكن للأسف القائمين على تدبير الشأن العام بالمدينة لم تراودهم الأفكار في تأهيل هذا السوق والأسواق المجاورة كذلك والرقي بها لمستوى تطلعات الوافدين من كل أنحاء المملكة وحتى من خارجها. فعرفت المدينة في السنوات الأخيرة عشوائية مقيتة لا داخل الأسواق ولا خارجها وامتدت في جل شوارعها، وهذا كان له وقع سيء على التجار وحتى على عشاق التسوق الذين كانت لهم ارتسامات سيئة على ما آلت إليه الأوضاع ،وعلى الخصاص الكبير في المرافق الصحية، وعلى مواقف السيارات .حتى أنهم أصبحوا عرضة للسرقة والإبتزاز هنا وهناك . نهيك عن الشوارع التي خلقت مشاكل كثيرة لهؤلاء حتى أصبح الداخل للفنيدق يستحيل عليه الخروج إلا بشق الأنفس فمنهم من تاه داخل الأحياء الضيقة ومنهم من وصل لمدشر بني مزالة باحثا عن طريق الخروج وهلم جرا. أما مربط الفرس وهو معبر باب سبتة فكان السبب منذ بداية الألفية الثالثة في تدفق آلاف من المواطنين على المدن المجاورة له والتمركز بها لضمان لقمة العيش من خلال الإشتغال بالتجارة المعيشية. عبر هذا المعبر ولكن من المفارقات العجيبة أنه تم حصر هذه الألوف بمعبر واحد وبممرات ضيقة حتى أصبح الموت سيد الوقف في العديد من الأحيان بسبب التدافع، بعدما كان هناك ثلاث معابر للولوج لمدينة سبتة وكانت هناك أعداد ضئيلة المزاولة لهذه المهنة وهي :معبر بليونش ومعبر الواد دويات زيادة على المعبر الحالي . فأصبحت مدينة الفنيدق تعرف نمو ديموغرافي خطير مقارنة مع المرافق العمومية وحجم المدينة ومقوماتها. إن إغلاق معبر باب سبتة بهذه الطريقة دون مراعاة خصوصية الأقاليم المجاورة فهي مجازفة خطيرة جدا ف90 بالمائة من ساكنة المنطقة دخلها الأساسي مرتبط بمدينة سبتة أو بالتجارة المعاشية على هذا المعبر وهناك العديد من الإستثمارات بالمدينة والمدن المجاورة مرتبط بالوافدين من مدينة سبتة ومن المدن الجنوبية لشبه الجزيرة الإيبيرية ،فقد أغلقت العديد من المشاريع وتم تصريف العديد من العمال والعدد في تصاعد مستمر. المطلوب اليوم هو تفكير جماعي للخروج من هذه الضائقة الخطيرة من سلطات ومجالس منتخبة وفاعلين سياسيين واقتصاديين ومجتمع مدني فالكل مع المصلحة العليا للبلاد. وهذا يتطلب مراجعات وإعادة النظر في العديد من القرارات والعديد من الممارسات التي لا قدر الله ستعود على الأخضر واليابس، والخروج بخريطة الطريق تعيد الثقة للمواطن في لقمة عيشه واستقراره، وإعطاء ديناميكية جديدة للمنطقة لأنها منطقة سياحية بامتياز ولها موقع استراتيجي ومقومات مهمة .