بدون سابق إنذار، اتخذت حكومة مدينة سبتةالمحتلة، إجراءات جديدة تسمح بدخول فقط الأشخاص الذين يتوفرون على تصريح عمل أو بطاقة الإقامة إلى أراضيها؛ وهو الإجراء الذي سيمنع دخول الآلاف من ممتهني وممتهنات التهريب المعيشي، من ممارسة نشاطهم اليومي ونقل السلع من المدينة صوب مدينة لفنيدق عبر ممر “ترخال”. القرار الجديد جعل المئات من ممتهني التهريب يحتجون أمام معبر سبتة، والمطالبة بإلغاء هذا الإجراء الذي يهدد تجارتهم. محمد، أحد الذين يشتغلون منذ أزيد من عقد في نقل السلع من مدينة سبتة وتوزيعها على المدن المجاورة، اعتبر قرار السلطات الاسبانية بمثابة “رمي آلاف المغاربة الذين يشتغلون في التهريب للشارع والحكم عليه بالجوع”، مردفا في حديثه ل”أخبار اليوم”، بأن هذا القرار جاء نتيجة عودة التدافع بداية الشهر الجاري، والذي خلف عشرات الجرحى من النساء، وزاد بأن عدد الوافدين على المعبر يرتفع خلال رأس السنة بسبب التخفيضات، وهو ما يرفع من احتمال وقوع التدافع. المتحدث ذاته قال إنه في حالة لم تتدخل السلطات المغربية لإيجاد حل للملف، فإنهم سيصعدون من احتجاجهم، مشيرا إلى أن “هذا المعبر هو من يوفر لقمة العيش لآلاف المغاربة بعدما لم تستطع الدولة توفير فرص الشغل لهم”، وأضاف “كل ما نطلبهم من السلطات المغربية هو إيجاد حل للتراجع عن هذه الإجراءات التي تحرم المئات من ممتهني التهريب من الدخول لسبتة وجلب السلع”. بعد أسبوع من إغلاق المعبر واعتصام مئات النساء والرجال الذين يشتغلون في التهريب المعيشي، نقلت عشرات النساء احتجاجهن مساء أول أمس إلى أمام مقر عمالة المضيقالفنيدق، حيث رفعت المحتجات شعارات تطالب السلطات المغربية بالتدخل، من أجل إعادة فتح باب سبتةالمحتلة، وعودتهن لنشاطهن رغم الظروف الصعبة التي يعملن بها، لافتين إلى الظروف المعيشية الصعبة بعد إغلاق المعبر ووقف نشاطهن، غير أن السلطات المحلية لم تتفاعل مع مطالبهن، ولم تستقبل أي جهة تمثلهن للجلوس لطاولة الحوار والخروج بحل للأزمة. الناشط الحقوقي بالإقليم محمد بنعيسي، قال في حديثه ل”أخبار اليوم”، إن السلطات الاسبانية وضعت هذه الإجراءات الجديدة، للحد من حوادث الوفاة التي سبق وأن خلفت عددا من القتلى في المعبر السنة الماضية، وأيضا لوقف الانتقادات الحقوقية التي تواجهها من المنتظم الدولي بسبب الانتهاكات الحقوقية التي يعرفها المعبر في صفوف ممتهنات التهريب، مشيرا إلى أن الحكومة الاسبانية تسعى إلى الاعتماد على النشاط السياحي أكثر من التهريب الذي بات يحرجها. بدورها، السلطات الاسبانية خرجت لتبرر قرارها، حيث نقلت صحيفة “إلباييس” عن مسؤول إسباني، أن “السلطات سنت الإجراءات جديدة لوضع حد للفوضى التي يعرفها المكان”، موضحة أن هذا القرار فرضته مخاوف من وقوع حوادث تدافع قد تؤدي إلى سقوط ضحايا، كما حدث في المرات السابقة”. * وحسب المعطيات التي نشرتها مندوبية الحكومة الإسبانية بسبتةالمحتلة، فقد تجمع قرابة 3000 شخص أمام المعبر، الذين حولوا تجمعهم إلى احتجاج على الإجراءات الجديدة، وهو ما تسبب في عرقلة مرور السيارات وأصحاب الإقامة من المرور.