فرّقت سلطات مدينة الفنيدق، اليوم الخميس، مسيرة على الأقدام للنساء الخادمات في المنازل بسبتةالمحتلة وممتهنات التهريب المعيشي احتجاجا على إغلاق معبر باب سبتة في وجوههن منذ بداية الأسبوع الحالي، واتخاذ إجراءات جديدة للدخول إلى المدينة. ونظمت عشرات النساء المغربيات وقفة احتجاجية أمام معبر باب سبتة "تاراخال" رافعات شعارات داعيات من خلالها الملك إلى التدخل لحل أزمتهم، قبل أن تتحول الوقفة إلى مسيرة على الأقدام في اتجاه مقر العمالة تمت تفرقتها في منتصف الطريق. ورفعت المشاركات في الوقفة شعارات من قبيل "يا صاحب الجلالة أجي تشوف هاد الحالة"، "هادشي ماشي معقول يا رئيس يا مسؤول"، قبل أن تمشين لحوالي ثمانية كيلومترات في اتجاه مقر عمالة المضيقالفنيدق. وتمنع السلطات الإسبانية، منذ الاثنين الماضي، المغاربة من الدخول إلى الثغر المحتل إلا للحاصلين عن التأشيرة أو أوراق العمل الرسمية بمدينة سبتة. في المقابل، وقّع عدد من المواطنين عريضة موجهة إلى كل من سعد الدين العثماني، رئيس الحكومة، وعبد الوافي لفتيت، وزير الداخلية، وعبد اللطيف الحموشي، المدير العام للإدارة العامة للأمن الوطني، منتقدين الإجراءات الجديدة للدخول إلى سبتة. وقال الموقعون على العريضة إن "ما يقدم عليه الأمن المغربي يعد خرقا سافرا للمواثيق الدولية والدستور المغربي وفي تطاول فاحش على كل القوانين وفي ضرب سافر للسيادة الوطنية والمتمثلة أساسا في جواز السفر المغربي". كما يرى الموقعون على العريضة أن هذه الإجراءات تعدّ "مسا صريحا وواضحا وانتهاكا صارخا لحقوق المواطنين والمواطنات في حرية السفر والتنقل داخل التراب الوطني، وخاصة الولوج إلى سبتةالمحتلة". العريضة استنكرت أيضا التصرفات والسلوكات اللاقانونية لبعض رجال الأمن الوطني الموجودين بحدود مدينة سبتة، قائلين: "هذه التصرفات يقوم بها أغلبية ممن المفروض فيهم حماية المواطنين ومساعدتهم؛ وهي مخالفة مع أبسط حق من حقوق الإنسان المتعارف عليها دوليا، والتي تمس في العمق كرامة المواطن وسيادة الدولة على الثغر المحتل". ووفقا للإجراءات التي يرفضها المغاربة، لا يسمحُ بالعبور إلى المدينةالمحتلة إلا للأشخاص الذين يتوفرون على تصريح عمل أو بطاقة الإقامة؛ وهو ما عرقلَ دخول مئات النساء والرجال الذين يمتهنون تهريب السلع في مدينة الفنيدق إلى مدينة سبتةالمحتلة لممارسة نشاطهم اليومي.