- محسن الصمدي: تترقب الجماهير الرياضية بمدينة طنجة بفارغ الصبر حلول السنة الجديدة، التي قد تحمل في طياتها نتائج مبهرة لمعشوقتهم إتحاد طنجة، السائر في الطريق الصحيح عبر إحتلاله لمراتب متقدمة في سبورة ترتيب القسم الوطني الأول لكرة القدم. ولم يكن وصول الفريق الطنجي إلى ما هو عليه الأن بالسهل، فقد كانت سنة 2015 الجارية من أصعب السنوات وأنجحها بالنسبة لهم، كيف لا وهي التي شهدت عودتهم القوية إلى قسم الصفوة بعد معاناة أزيد من ثمان سنوات في غياهب دوري الدرجة الثانية، وعرفت أيضا تذوقهم لطعم النصر والتألق من خلال مقارعته للكبار وهزمهم في بعض الأحيان. ولإستحضار أهم اللحظات التي مر منها ابناء البوغاز خلال سنة 2015، إرتأينا تقديم مجموعة من المحطات التي بصمت في ذاكرة سكان المدينة وساهمت في ترسيخ مبدأ حب الطنجاويين للرياضة بصفة عامة وللونين الأزرق والأبيض بصفة خاصة. سنة جديدة وبداية قوية وبدأ فريق إتحاد طنجة مسيرته خلال سنة 2015 بتعادل سلبي في قلب مدينة سلا، بعد أن إنتهت مباراتهم مع النادي الجمعية السلوية بصفر لمثله، ليرحل بعدها لمواجهة إتحاد تمارة ويتعادل معه هو الأخر في عقر داره، قبل أن إستقباله لأولمبيك الدشيرة وإنتصاره عليه أمام الجماهير الطنجاوية. هذه النتائج الإيجابية التي حققها الفريق في مطلع السنة الجارية وبالضبط خلال شهر يناير المنصرم، إعتبرها العديد من المتتبعين من أبرز المحطات التي أدت بالفريق إلى ما هو عليه الأن، فالقوة التي أبان عنها اللاعبون هي التي دفعتهم للإستمرار والمضي قدما رغم الإصطدام بمجموعة من العراقيل سواء المالية أو البدنية. عام تحقق فيه الحلم المستحيل وتعتبر سنة 2015 السنة التي لن ينساها لاعبو الفريق الطنجي ولا مشجعوه، فبعد أزيد من ثمانية سنوات قضاها النادي في القسم الوطني الثاني، شاءت الأقدار أن يعود مجددا إلى دوري الصفوة الإحترافي، بعد أن تصدر سبورة الترتيب بأربعة وخمسون نقطة، حصدها من ثلاثة عشر إنتصارا وخمسة عشر تعادلا وهزيمتين فقط. وتسبب هذا الإنجاز في خروج ألاف الشباب طيلة شهر من الزمن، مباشرة بعد ضمان التأهل وكذا بعد إنتهاء أطوار البطولة، للتعبير عن فرحتهم بهذا اللقب الذي طالما إنتظروه، حيث تم تنظيم مسيرات إحتفالية إنطلقت من مختلف الأحياء قبل أن تتجمع بساحة الأمم، التي عاشت فصول قصة عشق سكان المدينة لفريقهم المحلي. تغييرات بالجملة لمواكبة الاحتراف ومباشرة بعد إنتهاء موسم الإحتفالات الذي غمر المدينة لمدة طويلة، شرع المكتب المسيير في القيام بمجموعة من التغييرات من أجل مواكبة الدوري الإحترافي، وذلك عبر تعاقدهم مع المدرب الجزائري عبد الحق بنشيخة خلفا للإطار الوطني الأمين بنهاشم، وكذا إنتداب مجموعة من اللاعبين الدوليين والمغاربة، حيث جلب النادي كل من اللاعب "بريس أوونا" من الكاميرون و"أنيس سيبوفيتش" من البوسنة والهرسك وكذا "زوران بلازونيش" من كرواتيا، بالإضافة إلى المغاربة "عبد الفتاح بوخريص" "رفيق عبد الصمد" "بدر كشاني" وأسماء أخرى. التغييرات التي قام بها الفريق لم تشمل فقط الجهاز الفني والتقني والتشكيلة الأساسية، بل شملت أيضا المكتب المسيير والطاقم الإداري، وذلك بعد إستقالة مجموعة من الأسماء وإلتحاق أسماء أخرى، بالإضافة إلى إحداث أقسام جديدة في جانب الإدارة كالقسم الإعلامي وخلية التواصل الرقمية والميدانية. انطلاقة جديدة تليق بوفاء الجماهير الجماهير الغفيرة التي كانت تتابع النادي في للقسم الوطني الثاني لم تتخلى عن فريقها المفضل بعد صعوده لدوري الأضواء، حيث شهدت جميع المباريات التي لعب فيها الإتحاد خلال سنة 2015 سواء داخل قواعده أو خارجها حضورا جماهيريا كبيرا يقدر بعشرات الألاف بطنجة وبالألاف في ملاعب الخصوم، بالإضافة إلى لوحات إبداعية حققت مراتب جد متقدمة في التصنيفات العالمية والعربية. هذا الحضور والتألق الجماهيري واكبته إنطلاقة قوية من طرف الفريق الطنجي حيث حقق نتائج جد إيجابية مكنته من إحتلال المرتبة الثالثة بإثنين وعشرون نقطة، جمعها من ست إنتصارات أربع تعادلات وثلاث هزائم، وهو الأمر الذي دفع المدرب الجزائري عبد الحق بنشيخة إلى رفع سقف طموحاته في البطولة وتحويلها من مجرد الصراع على البقاء في القسم الأول إلى القتال على إحدى المراتب المتقدمة المؤهلة للبطولات القارية بنهاشم والعقوبات وأشياء أخرى المشوار الذي قطعه الفريق في 2015 لم يخلوا من مجموعة من النقاط السلبية، التي كادت في أكثر من مرة أن تعصف بمستقبله، حيث يبقى من أبرزها مشكل عقد المدرب أمين بنهاشم، حيث قام هذا الأخير برفع دعوى على النادي من أجل تعويضه، بعد أن تم فسخ عقده رغم تضمنه بندا وضحا يقتضي بوجوب التمديد معه لموسم إضافي في حالة تحقيقه للصعود، وهو الأمر الذي نفته الإدارة جملة وتفصيلا مقدمة مجموعة من الدلائل إلى اللجنة المكلفة في الجامعة. كما عرف الفريق خلال هذه السنة مجموعة من العقوبات من طرف الجامعة الملكية لكرة القدم، بعد أحداث الشغب التي عقبت مبارته مع النادي التطواني في كلاسيكو الشمال، حيث حرمت لجنة التأديب الفريق الطنجي من جمهوره لأربع مباريات بالإضافة إلى إلزامه بدفع غرامة مالية. بنهاشم والعقوبات ليست وحدها النقاط السلبية خلال هذا الموسم، فقد عرف النادي تمرد لاعبه الإفواري هيرفي، الذي رفض الإلتحاق بالإتحاد بعد العروض الذي توصل بها من طرف مجموعة من النوادي الإسبانية، إلا أنه في الأخير إستسلم لرغبة الفريق الطنجي الذي إشتكاه إلى الإتحاد الدولي للعبة وعاد إلى أحضان مدينة البوغاز. كما عرفت السنة فشل مجموعة من الصفقات الجديدة التي قام بها الفريق، حيث قام مؤخرا بالإعلان عن خمسة أسماء سيقوم بالإستغناء عنها خلال فترة الإنتقالات الشتوية، وهم فوزي عبد الغني وخالد الصروخ وبدر الدين الناصيري والكرواتي زوران بلازونيش وكذا أحمد الرحماني، وذلك نظرا لغياب تنافسيتهم وضعف مستواهم البدني والتقني. ومع قرب حلول سنة 2016 الجديدة، يأمل سكان مدينة طنجة أن تكون هذه الأخيرة شاهدة على إستمرار فريقهم المفضل في تحقيق نتائج إيجابية وإحتلاله لمراتب متقدمة في البطولة الإحترافية، وكذا فرصة له في تجاوز النقاط السلبية التي وقع فيها خلال سابقتها.