- المختار الخمليشي: بعكس ما أبداه سكان طنجة، من استحسان إزاء خطوة وقف عمل الملاهي الليلية بكورنيش المدينة وهدمها لاحقا، فإن هدم منارة الشاطئ البلدي "البلايا"، شكل صدمة قوية لشريحة واسعة من الطنجاويين، الذين اعتبروا أن الخطوة تعتبر حلقة جديدة من مسلسل الإجهاز على ذاكرة وهوية مدينة "البوغاز". وشكلت عشرات الصور، التي توثق لعملية هدم المنارة، مادة نقاش واسع بين نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي، الذين أجمعوا أن مدينة طنجة، تفقد اليوم واحدة من معالم هويتها وتاريخها، من أجل تنزيل مخططات تهيئة، نادرا ما تأخذ باعتبارها هذه الجوانب المرتبطة بالإرث الحضاري والتاريخي. وبنفس القدر من الاستنكار الذي خلفته عملية هدم البوابة التاريخية لميناء طنجةالمدينة، قبل ثلاث سنوات، ضمن مشروع تهيئة وإعادة توظيف المنطقة المينائية، فقد عبر النشطاء الطنجاويون، عبر صفحات حساباتهم والصفحات التفاعلية الأخرى، عن صدمتهم البالغة إزاء مشهد الجرافة وهي تجهز على "منارة البلايا"، غير آبهة بقيمتها التاريخية التي توثق لمرحلة مهمة من تاريخ المدينة. وقال الفاعل الجمعوي، عدنان المعز، ضمن تصريح مقتضب لصحيفة طنجة 24 الإلكترونية، "اليوم طنجة تودع وعيونها دامعة احدى ماثرها التاريخية والتي كانت جزء لايتجزأ من ذاكرة كل طنجاوي" ، معتبرا أن قدر طنجة مع الاسف ان يتم هدم ماثرها التاريخية بدعوى التجديد والتنمية. وفي تدوينة له تفيض بالحسرة والأسف، من خلال صفحته الشخصية بموقع التواصل الاجتماعي "الفيسبوك"، اعتبر كذلك عدنان المعز، الذي يشغل مهمة نائب رئيس مرصد حماية البيئة والمآثر التاريخية، أن هدم هذه المنارة يعكس جهلا بقيمتها وما تعينه للآلاف من الطنجاويين، مضيفا أن طنجة باتت تتحول إلى مدينة طنجة غير طنجة التاريخ والحضارة، التي تتجه مآثرها إلى العدم. ويعود تاريخ تشييد منارة شاطئ طنجة، إلى فترة العهد الدولي للمدينة، حيث قام الإسبان ببنائها من أجل مراقبة الشاطئ. ومع مرور السنين أصبحت وظيفة هذه المعلمة، هي الإخبار عن حالة البحر، لفائدة الراغبين في ممارسة السباحة والاستجمام بهذا الشاطئ، الذي كان يمثل على مدى عقود، واحدا من أجمل منتجعات البحر الأبيض المتوسط. ويرتبط مشهد منارة الشاطئ البلدي، بشكل وثيق بذاكرة طفولة وشباب أجيال عديدة من الطنجاويين، الذين كان يشكل هذا الفضاء يشكل مصطافا لهم، خلال فترات كان الشاطئ يستقطب سكان المدينة بفضل نظافته وملاءمته للسباحة، قبل أن يصبحوا اليوم مضطرين للبحث عن فضاءات اصطياف خارج المدينة وأيضا بعيدا عنها.