– المختار الخمليشي: لا يتوقف يونس الشيخ علي، عن التذكير بقرب موعد افتتاح المقهى الثقافي "لحظات طنجة"، في وجه ساكنة مدينة البوغاز. فهو حريص على أن تصل فكرة المشروع إلى أوسع شريحة من الطنجاويين وغير الطنجاويين التواقين لمعانقة جوانب من الذاكرة الثقافية والفنية والحضارية لهذه المدينة. ويقدم يونس الشيخ علي المولود سنة 1963، نفسه بانه أحد أبناء مدينة طنجة، وبالرغم من أن مهنته كتاجر بعيدة إلى حد ما عن مجال البحث العلمي والتاريخي، إلا أن هاجس حفظ ذاكرة مدينة طنجة وهويتها، قد سيطر عليه منذ سنوات طويلة، بشكل دفعه إلى التنقيب عن كل ما له علاقة بهذا الجانب من مخطوطات وكتب ومجلات. على مساحة لا تتعدى خمسين مترا داخل بناية مكونة من طابقين، في قلب المدينة العتيقة لطنجة، يتشكل فضاء مقهى "لحظات طنجة" الذي تم تجهيزه في هيئة بهوين، باستعمال أثاث تقليدي، كما تم تزيين عدة جوانب منه بقطع رخامية تحمل هندسة فنية وفق الطراز العربي والأندلسي. وعلى جدران المقهى تتوزع لوحات ومخطوطات توثق لفترات مختلفة من تاريخ مدينة طنجة، كما يضم المقهى ايضا رفوفا تحتوي على كتب وجرائد ومجلات قديمة يرتبط مضمونها بشكل أو بآخر بتاريخ مدينة البوغاز. " فكرة إنشاء هذا المشروع الثقافي، جاءت من منطلق افتقار مدينة طنجة إلى مثل هذه الفضاءات التي تحفظ الإرث التاريخي للمدينة"، يتحدث يونس الشيخ علي، لصحيفة "طنجة 24" اللإلكترونية، عن بوادر فكرة إحداث هذا المشروع الفريد من نوعه، ثم يتابع قائلا " منذ البداية قمت باقتناء منزل بسيط في قلب المدينة العتيقة وقمت بترميمه وإصلاحه وفق الطراز المعماري الفني المرتبط بتاريخ مدينة طنجة". لا يخفي يونس الشيخ علي، أن مشروع تهيئ مشروع ثقافي وفق ما يطمح له، هو أمر مكلف سواء من الناحية المدينة أو من ناحية المدة الزمنية التي يحتاج إليها إخراج المشروع اعتمادا على إمكانيات ذاتية وبدون انتظار أي مساهمات من المؤسسة الرسمية. لكن يونس يعتقد أن مدينة طنجة تستحق تضحيات أكثر من هذا من أجل حفظ هويتها من الضياع. ويشدد يونس أن تحمله لأعباء تهيئة مقهى "لحظات طنجة" بهذا الشكل، إنما بدافع حبه لمدينة البوغاز، خاصة المدينة العتيقة التي فقدت هويتها بطريقة غريبة. ويضيف وهو يتأمل نسخة من جريدة إسبانية قديمة كانت تصدر بطنجة خلال الحقبة الدولية "هذه دعوة للمسؤولين، للمساهمة من جانبهم في حفظ هوية هذه المدينة خاصة العتيقة لانها الوجه الحقيقي لمدينة طنجة".