يصادف معظم المارة من شارع الأمير مولاي عبد الله بمدينة طنجة، بشكل يومي، مشهدا صادما، يتمثل في مخلفات الإهمال الذي تتعرض له أحد الفضاءات العمومية، بعد سنوات طويلة من تهيئته على شكل مساحة خضراء، ليتحول بعدها إلى مطرح للقاذورات والأوساخ ومرتعا لممارسات خارج القانون. كراسي خشبية مكسورة هنا وهناك، قطع إسفلت مقتلعة جزئيا أو كليا، شجيرات ذابلة، ممرات متربة، بائعات هوى يقفن في هذا الركن أو ذاك، وشباب يدخنون، خلسة، لفافات الحشيش أو يعاقرون كؤوس النبيذ في غفلة من المارة. هذا حال هذه الحديقة التي تستقبل المارين عبر هذا الشارع المعروف ب”زنقة الشياطين”. تمت تهيئة هذه الحديقة سنة 2006، في مقدمة هذا الحي الذي يعد من أخطر النطاق السوداء المصنفة في طنجة التي تشهد طوال السنة حوادث إجرام غاية في الخطورة وترويجا لمختلف أنواع المخدرات، بالنظر لاحتضانه مجموعة من الخمارات ومقاهي الشيشة. ولعل هذا واحدا من الأسباب التي ساهمت في تحويل هذا الموقع الأخضر إلى ” مكان مرعب يتخذ شكل مطرح للنفايات التي تتعرض للحرق، مما أدلى إلى تآكل الغطاء النباتي وتلاشي كل التجهيزات بسبب الإتلاف التي تتعرض لها.”، كما رصدت رابطة الدفاع عن حقوق المستهلكين. وانتقدت الرابطة، كما جاء في موقعها على الانترنت ” سوء الاستعمال من طرف المرتفقين، وكذلك غياب الصيانة والحراسة ” الذين طالا هذا الفضاء الذي كان قد تم تزويده بمساحات خضراء وغرسه بالأشجار وتأثيثه بكراسي خشبية. وتقول ذات الهيئة الجمعوية، أن “المخجل هو تموقع هذا الفضاء خلف مبنى مندوبية السياحة ومكتبة العلامة عبد الله كنون، وقبالة باب مركز جمعية التوعية الإسلامية وحديقة ساحة سور المعكازين التي تمت إعادة تهيئتها مؤخرا، وكاتدرائية ، ثم مسرح سرفانتيس ومجموعة من الفنادق من بينها فندق رامبرانت.”. كما أنه “ينتهي بمنتزه مشرف على حديقة تطل على مسرح سرفانتيس والحي الإسباني وميناء طنجة وكل أحياء المدينة القديمة، وهو ما يعنى تواجده وسط منطقة سياحية بامتياز.”.