سبق أن نشرنا في هذه الصفحة مقالات نلفت من خلالها نظر المسؤولين لمعاينة حديقة «ساحة وادي المخازن» التي أصبحت فندقا لكن بلا نجوم يحتلها المتشردون وأطفال الشوارع ليل نهار ويمارسون في فضائها العاري والمطل على الشوارع أفعالا مقززة وبشعة الى درجة أن أحد المعاقين قام باغتصاب متشردة في واضحة النهار أمام عيون العابرين ، كما أن بعض العصابات جعلت من هذه الحديقة وكرا تنطلق منه عملياتهم الاجرامية في الاعتداء على المارة ونشل ركاب الحافلة رقم «120»، هذا بالإضافة الى إحياء سهرات لمعاقرة الخمر وتدخين الحشيش وشم السلسيون. والظاهر أن الرسالة وصلت فعلا وعندما تمر اليوم من ساحة وادي المخازن، فستقابلك لافتة كبيرة على باب الحديقة مكتوب عليها: «المبادرة الوطنية للتنمية البشرية عمالة مقاطعات البيضاء آنفا مقاطعة سيدي بليوط جمعية شباب البرح تهيء فضاء ترفيهيا لساكنة المدينة القديمة انخراط في برنامج مغرب أخضر وهكذا أقيمت في هذه الحديقة أنشطة رياضية وترفيهية احتفالا بعيد المسيرة الخضراء وعيد الاستقلال ووزعت على المشاركين عدة جوائز وكؤوس وهدايا بإشراف المنتخبين في عمالة مقاطعات البيضاء أنفا ومقاطعة سيدي بليوط... وعرفت التظاهرة إقبالا من طرف الشباب والأطفال. وإذا كنا قد نددنا واستنكرنا ما كان يحدث في هذه الحديقة من أعمال تخدش الذوق العام فمن الانصاف وفي إطار الرسالة السامية للصحافة الجادة التي تفضح القبح وتبرز الجمال، أن ننوه اليوم بالعناية التي حظيت بها هذه الحديقة... فقد عادت الخضرة لأشجارها ونباتها.. وتطهرت أرضيتها من الروائح الكريهة... بل وأصبحت مقصدا وقبلة لكثير من المواطنين لأداء الصلاة عند سماع الآذان ونتمنى أن تفكر باقي الجماعات في ولاية الدارالبيضاء الكبرى... بل وفي كل مدن المملكة في إدماج الحدائق ضمن أنشطة المبادرة الوطنية للتنمية البشرية وانخراطها في مشروع مغرب أخضر، بدل تركها مطرحا للنفايات والأزبال والقاذورات، ومأوى للمتشردين لإدمان الخمور والمخدرات والسلسيون، ومضجعا لممارسة الشذوذ الجنسي بين المنحرفين. وكمثال نطالب المسؤولين في عمالة ابن امسيك العناية بحديقة شارع الجولان ونلفت انتباههم.. الى ما يحدث فيها الآن، كما نتمنى أن تكون الحدائق في ملك جميع المواطنين وليس فقط للبعض دون الآخر.