مشردة تنتظر مولودا سفاحا تتعرض لاغتصاب متكرر وتعيش عذابات في شتاء المدينة إسمها ” لطيفة ” وهي في أواسط العشرينات من عمرها، لكن ليل حياتها ونهارها لا يتسرب إليه أي لطف. بعد خمسة أشهر ستكون ابنة بني ملال على موعد مع مولود مجهول النسب والأصل. يوم السبت 30/05/2009 زوالا قام أحد الشباب برسم خريطة على ظهرها بسوطه بعد أن رفضت مرافقته لممارسة الجنس عليها. وطبعا لن يكون الأخير. فقبله تناوب عليها حمقى ومعوقين وسكارى بين أزقة حي النخلة 2 حيث تتخذ أبواب منازله مكانا للنوم والاحتماء من البرد القارس في الفصل الشتاء الذي شهدته المدينة لهذه السنة. عذاب بالجملة ورعاية بالتقسيط منذ وطأت قدما لطيفة مدينة القلعة قبل سنتين وهي تعاني أشد المعاناة. تقضي نهار يومها في التجوال والتسول وتبحث في الليل عن مكان بعيد عن أنظار أهل الليل لتقضي به ليلتها . لكنها غالبا ما تكون صيدا رخيصا وبدون حماية لكل الباحثين عن لذة جنسية مجانية. جسدها النحيف غطته قشرة سميكة من الأوساخ وتكسوه ثياب ممزقة من شدة قدمها. يقول تاجر بالحي المذكور أنها لم تفقد بعضا من عقلها إلا في بدية سنة 2008. وهي تذكر جيدا أنها أختها إسمها ليلى و أن أسرتها تقطن بحي العامرية بمنزل يعرف بدار مينة بجوار مسجد الشرايبي قرب المحطة الطرقية ببني ملال. معاناتها مستمرة في الزمان والمكان، عنوانها الاغتصاب المتكرر الذي أنتج جنينا لا شرعيا في شهره الرابع. ووجبات من التعنيف اليومي من الأطفال والمراهقين والسكارى والمنحرفين. تساءل أحد المتحدثين عن دور جمعيات المدينة والسلطات المحلية في رعاية هده المواطنة. وهي التي تعيش اليوم فقط على إحسان السكان من تغذية وكسوة ورد المظالم عليها في النهار ما أمكنهم ذلك حتى إذا جن الليل فتح مصيرها على المجهول . في انتظار الحل الذي قد لا يأتي أمام هذه الآلام التي تفوق آلام أبطال رواية ” البؤساء “، بادر بعض السكان إلى كتابة وتوقيع عريضة يطلعون المسؤولين على معاناة ” لطيفة ” ويطلبون تدخلهم، كما يتساءلون عن مصير المولود القادم. بعض العارفين بأمر الفتاة قالوا إنها كانت تقضي ليال عدة في منزل أحد المعاقين هربا من البرد والمنحرفين الباحثين عن لذتهم الجماعية منها. وحتى عندما اعتقل خليفة قائد المقاطعة الحضرية الأولى وشيخ حي النخلة 2 المعاق رفقة لطيفة من بيت الأول فإن الدائرة الأمنية عاودت إطلاق سراحهما دون على الأقل أن تحيل ” لطيفة ” على مركز للرعاية أو الإيواء. هي حالة تجسد عنوانا لواقع المتشردين بقلعة السراغنة يفترشون يوميا الأرض ويلتحفون السماء عناوينهم مكان دافئ في شوارع المدينة أما البقية فلا تهمهم.