– متابعة: فقدت المسيرات الاحتجاجية ضد غلاء فواتير الماء والكهرباء بمدينة طنجة، زخمها الذي عرفته طوال الأسابيع الثلاثة الماضية، بعد انحصر عدد المتظاهرين الذين اتجهوا صوب ساحة الأمم انطلاقا من بعض أحياء المدينة في بضع مئات فقط، في الوقت الذي لم تلقى فيه دعوات إطفاء المصابيح المنزلية الاستجابة الواسعة المعتادة. وتجمع المئات من المتظاهرين، مساء اليوم السبت، بفضاء ساحة الأمم في وقفة احتجاجية، رددوا خلالها شعارات تطالب برحيل شركة "أمانديس" المحتكرة لامتياز تدبير قطاع الماء والكهرباء، ورافضين للحلول التي اتفقت عليها كل من الحكومة والشركة الفرنسية، لمعالجة مشكل غلاء الماء والكهرباء، بدعوى أن هذه الحلول"مجرد ترقيعات والتفاف على مطالب المواطنين"، بحسب أنصار الداعين للتظاهر. وفي غضون ذلك، منعت قوات الأمن العمومية، مسيرات قادمة من أحياء في بني مكادة، من الوصول إلى وسط المدينة، حيث قامت باعتراض عشرات المحتجين على مستوى شارع مولاي سليمان وشارع طارق بن زياد، بعدما انطلقوا من كل من "بئر الشيفا" و"العوامة". وحتى الساعات التي سبقت خروج هذه التظاهرات المحدودة، ظل نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي يواصلون دعوات للاحتجاج على شركة "أمانديس"، معتبرين أن الأسباب التي حركت الغضب الشعبي ضد الشركة، ما زالت قائمة، وأن الحل يكمن في رحيلها عن المدينة، بحسب منشورات وتدوينات تداولها هؤلاء النشطاء على نطاق واسع. وموازاة مع هذا الموقف، أطلق مدونون ونشطاء، حملة واسعة تدعو إلى وقف الاحتجاجات، بدعوى عدم وجود دواعيها، باعتبار النصر الذي حققته ساكنة مدينة طنجة، في معركتها ضد "أمانديس"، التي انتهت بتحقيق مجموعة من المكتسبات، على رأسها رضوخ الشركة لإعادة احتساب فواتير الماء والكهرباء، وتحسين خدمات الزبناء، وغيرها من المكتسبات. ويؤكد أصحاب هذا الطرح، أن "ثورة الشموع"، التي انخرطت فيها جميع مكونات مدينة طنجة، على مدى أكثر من ثلاثة أسابيع، قد أظهرت ذلك الوجه الحضاري لسكان المدينة، الذي استطاعوا من خلاله إثبات ذاتهم وتحقيق مطالبهم التي عبروا عنها بكل سلمية وحضارية. وكانت الحكومة، قد أكدت أنها ستسهر مباشرة على تنزيل إجراءات وتدابير آنية بهدف معالجة مشكل غلاء الماء والكهرباء، على رأسها إعادة مراجعة فواتير الاستهلاك، إضافة إلى تدابير وإجراءات أخرى. كما وجهت توجيهات صارمة إلى مسؤولي "أمانديس" قصد العمل على اتخاذ جميع الاجراءات الكفيلة بمنع تكرار مثل هذا الوضع مستقبلا.