تطمح مدينة “كاميكاتسو” اليابانية، إلى أن تكون أول مدينة بالعالم، خالية تماما من النفايات، بحلول نهاية عام 2019. وكانت المدينة التابعة لولاية “توكوشيما”، أطلقت عام 2003 حملة لتحقيق شعار “صفر نفايات”، لتسعى في الوقت الحاضر إلى تحقيق شعار “مدينة عديمة النفايات”. “كاميكاتسو” التي يبلغ عدد سكانها ألفا و529 نسمة، أطلقت في 2003 حملة للتخلص مما يفوق 500 طن من النفايات، التي تقلصت إلى 300 طن بحلول عام 2016. وضمن إطار المشروع المذكور، يقوم سكان المدينة التي لا توجد فيها خدمات جمع القمامة من قبل البلدية، بإحضار مخلفاتهم إلى نقطة محددة، حيث يتم رميها هناك في حاويات مخصصة ل 45 نوعا من النفايات، ومن ثم تنقلها شركات خاصة لإعادة تدويرها. ويعمل في النقطة المحددة للنفايات وسط المدينة عاملان، يفرزان القمامة ويساعدان السكان في رميها ضمن الحاويات المخصصة. وتتعدد الحاويات بين مخصصة لرمي الأوراق، وأخرى للمواد البلاستيكية، والأقمشة، والزجاج، والنفايات الخطرة، وذات الأحجام الكبيرة، والقابلة للاشتعال، والتدوير، فضلا عن أخرى غير قابلة للتدوير، يتم إتلافها مقابل أجرة. أما في منازل المدينة، فيتم استخدام آلات مخصصة لتحويل نفايات الأغذية إلى أسمدة عضوية، وتقدم البلدية دعما بنسبة 80 بالمئة للسكان من أجل الحصول على هذه الآلة. ويخضع 80 بالمئة من سكان “كاميكاتسو” نظام خاص بتجميع النفايات وفرزها، فيما يفضل الباقون دفن النفايات في أراضيهم، وبإمكاناتهم الخاصة. وإلى جانب سعيهم للقضاء على النفايات، يعمل سكان المدينة أيضا للحد من الإسراف عبر تجميع الأدوات المستعملة في مكان مخصص، لتقديمها إلى المحتاجين دون أجرة ضمن إطار مشروع مستقل. ويعرب موظفو البلدية ممن يعملون ضمن هذا المشروع عن سعادتهم إزاء تنفيذه، لافتين إلى إمكانية تطبيقه في جميع أحياء المدن الكبرى. ويذكر العاملون في المشروع، أن أغلب السكان يجيدون فرز القمامة وتصنيفها بحسب الحاويات المخصصة لها، دون أن يواجه الموظفون صعوبات في عملهم. ويشير الموظفون إلى تقلّص حجم النفايات في أشهر الشتاء، موضحين أن ترشيد استخدامها بهذا الشكل، يعود بالفائدة على سكان المدينة. ويستهدف القائمون على المشروع، تحويل “كاميكاتسو” إلى “مدينة عديمة إنتاج النفايات” بالعالم، وذلك بحلول عام 2020. في سياق آخر، أطلقت تركيا عام 2017، مشروع “صفر نفايات” برعاية من أمينة أردوغان، عقيلة الرئيس التركي، وبدعم من وزارة البيئة والتطوير العمراني في البلاد. ويقوم المشروع التركي على فرز النفايات في مصادرها، والعمل على تقليص الإسراف، وتأمين انتشار هذه الحملة في كافة المؤسسات الحكومية بحلول عام 2023. ومن المتوقع أن تصل القيمة الاقتصادية لسياسة الإدارة البيئية “صفر نفايات”، نحو 20 مليار ليرة تركية إذا ما طُبقت في جميع أنحاء تركيا، إلى جانب توفير فرص عمل ل 100 ألف مواطن على الأقل بحلول عام 2023.