ياسين العماري من العرائش: على إيقاع رقصات فرقة "ربيكيس" Repiques،إختتمت يوم الثلاثاء 13 أكتوبر،فعاليات المهرجان الدولي للتلاقح الثقافي في دورته الرابعة بمدينة العرائش. وأدّت الفرقة القادمة من قرى العاصمة الإسبانية مدريد، وصلات غنائية ورقصات جبلية، تستوحيها من فلكلور وطبيعة جبال العاصمة مدريد. وعبّر عبد الرحمن اللنجري،رئيس جمعية لوكوس للسياحة المستدامة،وهي الجهة المنظمة،عبّرعن سعادته لنجاح المهرجان،معتبرا أن فعاليات التلاقح الثقافي إستطاعت أن تجلب إليها عدد كبير من السياح فاق ستين شخصا من قارتين. وأضاف اللنجري في تصريحات للجريدة الإلكترونية طنجة24 " أعتقد أن المهرجان أداة فعّالة فيما يخص جانب تنشيط الحركة الثقافية والسياحية للمدينة،والتي ستكون لها تداعيات إيجابية على صورة مدينتنا على المستوى الدولي". وإعتبر مدير المهرجان أن إحتضان مبنى الكنيسية الكاثوليكية المحاذية لمبنى الهلال الأحمر،لسهرة نشّطتها فرقة الحضرة العرائشية التي تمدح الرسول الكريم،إشارة ورسالة إلى الجميع،مفادها أن الديانات ملزمة على التعايش فيما بينها وإقامة السلام على الأرض. وطوال أسبوع عرفت مدن القصر الكبيروالعرائش وجماعة تطّفت والدْليم الغْميق،تظاهرات ثقافية وفنية تنوعت بين رقصات فلكلورية أدّتها فرقة Balcan من بلغاريا،وايقاعات الفرقة البرازيلية القادمة من مدريدHakuna Ma Samba،وكذا أغاني لفرق الفلامنكو القادمة من إشبيلية،والأغاني الفلكورية من دولة كولومبيا،أدّتها فرقة Nossa Bossa . ومن غرناطة جاءت الفنانة سارة ساي التي غنّت بالعبرية والإسبانية والعربية.وكانت كل هذه العروض مفتوحة للعموم وبالمجان. وما ميّز فقرات المهرجان،إستهدافه للمناطق التي لا تعرف عادة نشاطات ثقافية،كالساحات الخلفية،وأزقة المدينة القديمة، ومدرجات المسرح الروماني بمدينة ليكسوس الأثرية،وقرى بعيدة في كل من مدينتي العرائشوالقصر الكبير. ومن الجانب المغربي شاركت فرقة جهجوكة للعيطة الجبلية،وفرقة للا منانة للحضرة العرايشية،وفرقة بنات كناوة بالمدينة القديمة،والفنان المحلي يوسف نعمان وغيرهم. هذا ونُظّمت على هامش المهرجان ندوات حول التعايش الثقافي والتسامح الديني بالمغرب،بمشاركة المجلس العلمي المحلي.وطوال أيام المهرجان تسابق عدد من المصورين ضمن إطار جائزة إدريس الصبايحي للصورة الفوتوغرافية. من جهتها أقرّت إنجي راميريز رئيسة جمعية "تشينيا" الشريك الرئيسي للمهرجان،بأن أيام التلاقح الثقافي بمدينة العرائش تلعب دور كبير في صلة الرحم بينها وبين أربعة أجيال من عائلتها المدفونة في المقبرة المسيحية. وأضافت "أنا أعرف العرائش ودروبها عن ظهر قلب، ففيها ولدت،قبل أن أغادرها بمعية عائلتي بعد نهاية الحماية الإسبانية وعمري لم يتجاوز 19 سنة". راميريز إعتبرت المهرجان فرصة لإستعادة الذكريات الجميلة عن المدينة التي ترعرعت بها. وأضافت "كنا نعيش بسلام،والفترة التي قضيتها هنا تعتبر الأجمل في حياتي" فهنا تزيد إنجي " تعلمت الحب واللّعب مع الآخر والتضامن مع الجيران". وقالت راميزيز بنبرة يشوبها الحزن والحنين خلال دردشة مع طنجة24 " جدّتي أوصتني أن لا أفرط في العرائش". وأشارت إلى قلادة تضعها على عنقها قائلة "حينما ولدت،أهدتني جدّتي هذا المصحف الذهبي،ولا زلت أضعه على عنقي لحد الآن ".وختمت راميريز حديثها قائلة " في عروقي تجري دماء عرائشية وأنا أشكر المهرجان لإتاحته الفرصة للتواصل مع جذورنا".