– متابعة: شكل موضوع "المجتمع المدني بالفضاء الأورو متوسطي"، محور الجلسة الافتتاحية لمؤتمر وزراء خارجية دول 5+5، التي التأمت اليوم الثلاثاء بمدينة طنجة، بحضور ممثلي دول اتحاد المغرب العربي وخمس دول أوروبية بمنطقة غرب المتوسط. وأجمع المتدخلون خلال هذه الجلسة المنعقدة تحت شعار "الشباب ضمان متوسط مستقر وهادئ"، التي ترأسها وزير الخارجية ، صلاح الدين مزوار، على أن إشراك المجتمع المدني ضمن انشغالات دول المجموعة الأورومتوسطية، من شأنه أن يضفي بعدا جديدا على هذا الملتقى، ويتعلق الأمر بالبعد المرتبط بالمواطنة. وفي هذا الإطار أبرز وزير الخارجية ، صلاح الدين مزوار، أن موضوع المجتمع المدني، يأتي في ظل التحديات المرتبطة بطموحات الشباب، لا سيما في منطقة البحر الأبيض المتوسط،وما يقتضيه ذلك من بذل مجهودات أكبر لمواكبة هذه التحديات والإجابة على مختلف التطلعات. ودعا مزوار الدول الأعضاء في المنطقة الأورومتوسطية، إلى التآثر وتكثيف الجهود من أجل الاستجابة لطموحات الشباب وضمان الاحتياجات اللازمة لمستقبلهم، سواء على المستوى الاجتماعي والاقتصادي، مؤكدا "أننا لن نتوانى في الترافع من أجل كل ذلك". وأشار الوزير ، إلى أن المغرب ملتزم بدينامية وانفتاح وتقدم تعطي مكانة متميزة للشباب والمجتمع المدني، موضحا أن دستور البلاد يعطي للمجتمع المدني وضعا خاصا تجعل من مبادراته قوة اقتراحية في اتخاذ القرارات، على حد ما جاء على لسانه.
من جهته، اعتبر الأمين العام لاتحاد دول المغرب العربي، فتح الله السجلماسي، أن انعقاد هذا الملتقى يأتي في سياق دولي تعرف فيه المنطقة الأورومتوسطية، العديد من المشاكل الأمنية والاجتماعية، مما يقتضي ضرورة فتح نقاش حول تنمية مستدامة وشاملة. وشدد السجلماسي على أن هذا النقاش، يقتضي اعتبار موضوع الشباب موضوعا مركزيا، بالنظر لما يحفل به الفضاء المتوسطي بطاقات شبابية وازنة في مجال الابتكار، كما يجب اعتبار الشباب مسألة متعددة في جميع الجوانب وليس مسألة متفردة، داعيا أيضا الى النظر الى الشباب على أنهم جزء من الحل لمختلف المشاكل وليس جزءا من المشكلة. واستعرض المسؤول الديبلوماسي، مجموعة من المشاريع والمبادرات التي تعمل منظمة اتحاد المغرب العربي على تشجيعها بشراكات مع هيئات مدنية وحكومية، بهدف تعزيز فرص الشباب وضمان استقلالية المرأة وتحقيق التنمية في مختلف المجالات. وأشار المتحدث، إلى أن " هذه المبادرات هي آليات وأدوات تساهم في إيجاد الحلول لمختلف المشاكل"، داعيا الى عدم حصر جهود إدماج الشباب في المجال الاقتصاد، وإنما لا بد من توسيعنطاق هذه الجود في نشر الثقافة والوعي ومناهضة الجهل، كسبيل لتحقيق رهان منطقة أورومتوسطية آمنة. وفي نفس الإطار، دعا الفاعل الجمعوي محمد فهمي، عن الشبكة المغربية للمعلومات، إلى ضمان تكافؤ الفرص في منطقة حوض البحر الابيض المتوسط، كسبيل لتحقيق تطلعات الشباب. واعتبر فهمي، أن الشباب الذي يواجه ظروفا صعبة يحمل رسالة فحواها آمال وتطلعات في مستقبل وظروف أحسن، مبرزا أن "الشباب يرفض أن يكون المتوسط به فرقة وشرخ، بقدر ما يتطلع الى فضاء يتميز بالتقاء الثقافات والتوزيع العادل للثروات. وتتطرق أشغال متقى مجموعة دول "5+5"، الى عدة موضوعات مثل "الأمن في غرب المتوسط وجواره" و "النمو الاقتصادي في المتوسط الغربي" و"الشباب المتوسطي: التحديات الراهنة".