يشكل منتدى المجتمع المدني الأورومتوسطي، الذي تنطلق أشغاله ابتداء من اليوم بمدينة أليكانطي الاسبانية، لحظة هامة بالنسبة للمنظمات غير الحكومية بالفضاء المتوسطي للتعبيرعن انشغالاتها والتطلع إلى آفاق تسمح بمشاركتها في صياغة التوجهات الكبرى للشراكة الأورومتوسطية. وينظم هذا المنتدى، ما بين 14 و16 ماي الجاري بقصر المؤتمرات في أليكانطي (شرق إسبانيا)، بمبادرة من المنبر الاورومتوسطي للمنظمات غير الحكومية، الذي يرأسه المغربي عبد المقصود راشدي. وهو يتميز بمشاركة حوالي 350 من الفاعلين بالمجتمع المدني في البلدان الاعضاء بالاتحاد من أجل المتوسط من بينها المغرب. وأكد عبد المقصود راشدي، في تصريح صحفي، على أهمية هذا الحدث باعتباره لحظة هامة للمجتمع المدني الأورومتوسطي، للتعبير عن انشغالاته بخصوص مختلف القضايا التي تهم الفضاء المتوسطي. وأبرز رئيس المنبر الاورومتوسطي للمنظمات غير الحكومية، أن هذا المنتدى يشكل أيضا فرصة للتطلع إلى آفاق تسمح بمشاركة المجتمع المدني الأورومتوسطي، في صياغة التوجهات الكبرى للشراكة الأورومتوسطية، وتفتح المجال أمامه لتطوير هذه الشراكة وبلورتها مع مختلف المؤسسات الأورومتوسطية. وقد تم التأكيد خلال حفل تقديم منتدى المجتمع المدني الأورومتوسطي، نظم أمس الخميس بأليكانطي بحضور رئيس المنتدى خوان كرميلو غارثيا، ورئيس المنبر الاورومتوسطي للمنظمات غير الحكومية، والمديرة العامة لبيت المتوسط يولندا بارادو ماركوس، على الاهمية الخاصة التي يكتسيها هذا الملتقى بالنسبة للمجتمع المدني الاورومتوسطي في الوقت الراهن. وأكد المنظمون أن هذا المنتدى سيشكل فرصة للمطالبة بالمساواة في مجالات التنمية والديمقراطية وحقوق الإنسان والاستقرار والأمن والسلم بالفضاء المتوسطي والعيش الكريم لكافة سكان منطقة حوض البحر الابيض المتوسط. وحسب المنظمين فإن هذا المنتدى يعد مناسبة لمقاربة مشاركة المجتمع المدني من مسلسل برشلونة والاتحاد من أجل المتوسط والمصادقة على اتفاقية لشبونة، خاصة وأن المجتمع المدني المتوسطي يعيش قلقا حقيقيا على الأوضاع الاجتماعية بالمنطقة المتوسطية. وينعقد منتدى المجتمع المدني الأورومتوسطي، المنظم في إطار الرئاسة الاسبانية للاتحاد الأوروبي بتعاون مع بيت المتوسط "كاسا ميديطيرانيا"، تحت شعار "المساواة.. مسألة مشتركة بين جميع المجتمعات المدنية الأورومتوسطية". وستتمخض أشغال هذا المنتدى، الذي يتضمن تنظيم ورشات عمل وموائد مستديرة وندوات، عن توصيات ومقترحات المجتمع المدني بحوض البحر الأبيض المتوسط، سترفع إلى قمة رؤساء الدول والحكومات للاتحاد من أجل المتوسط، المقرر عقدها في يونيو المقبل ببرشلونة، التي تحتضن مقر الامانة العامة للاتحاد من أجل المتوسط، وذلك من أجل أخذها بعين الاعتبار وتجسيدها في البيان النهائي للقمة وفي البرامج التي ستتيح لمكونات العمل الجمعوي الشراكة مع المؤسسات الأورومتوسطية. وتتمحور أشغال منتدى المجتمع المدني الأورومتوسطي حول مواضيع المساواة بين الشمال والجنوب في مجال توزيع الثروات والحقوق والسلام والاستقرار والتنمية، وذلك في خضم التطورات التي تشهدها الساحة المتوسطية منذ مسلسل برشلونة، مرورا بإحداث الاتحاد من أجل المتوسط والمصادقة على معاهدة لشبونة. ويهدف المنبر الأورومتوسطي للمنظمات غير الحكومية، الذي تأسس سنة 2005 في اللوكسمبورغ، ويوجد مقره في فرنسا، إلى لم شمل وتعزيز الفاعلين الجمعويين المنحدرين من البلدان الشريكة في مسلسل برشلونة، في مجموعهم وتنوعهم على المستويات المحلية والوطنية والإقليمية والنهوض بدورهم في الرهانات الإقليمية. كما يتوخى هذا المنبر تفعيل الانخراط القوي لهؤلاء الفاعلين في مسلسل برشلونة، وفي كل السياسات التي تم وضعها لتطوير العلاقات بين الاتحاد الأوروبي وبلدان البحر الأبيض المتوسط، وذلك من خلال الشراكة الأورومتوسطية. وتماشيا مع الأهداف التي سطرها نظامه الأساسي والداخلي، يعمل المنبر الأورومتوسطي للمنظمات غير الحكومية على وضع آليات دائمة لمشاركة الفاعلين الجمعويين في عمليات صنع القرار، في إطار الشراكة الأورومتوسطية وسياسة الجوار الجديدة إزاء بلدان حوض المتوسط.