خالد مجدوب (*): كبار وصغار، نساء ورجال، شيوخ وشباب، الآلاف سارعوا إلى مصلى مدينة سلا، قرب العاصمة الرباط، في صورة أبهرت الجميع، وتركت بصمتها لكل من صلى العيد. الصلاة تقام في حدود الساعة الثامنة صباحًا، المواطنون يأتون مشيًا وفي السيارات، الشوارع والدروب تشهد حركة منذ ساعات الصباح الأولى لإدراك صلاة وخطبة العيد، ثم التوجه لقضاء شعيرة الأضحية بعدها. ألبسة تقليدية بكل الألوان، صغار بملابس جديدة، وفرحتهم تبلغ الآفاق، أغلب المصلين يحملن سجادات، والكل ينصت بإمعان للإمام وهو يلقي خطبة العيد. المكان يضفي على الحاضرين خشوعًا ووقارًا، وكثرتهم تسر الناظرين في منظر لا يتكرر إلا في العيدين (الأضحى والفطر). صفوف متراصة، جهة للرجال وأخرى للنساء، في فسيفساء أضفت على المكان والزمان معانٍ عميقة تترك في النفوس ذكرى جميلة. ورغم الآلاف المتوجهين إلى المصلى بمدينة سلا، فإن مساجد المدينة ملئت أيضًا عن آخرها، مستقبلة المواطنين لصلاة العيد، على غرار مساجد ومصليات باقي مدن المملكة. عيد الأضحى له نكهة خاصة بالمغرب، حيث يعمل المغاربة على قضائه والاحتفال به بمدنهم الأصلية، إذ يعمل الكثير من العمال على أخذ إجازات خلال هذه الفترة.