مع إطلالة فجر صباح عيد الأضحى، تهتز المساجد والمصليات بالتكبير والتهليل والتحميد..، تجتذب لها القلوب، فتحرك نسائم الإقبال على شهود أكبر تجمع ديني وروحاني، وتضفي على جو هذا اليوم نسمات روحانية تجسد في النفس معاني التقوى والإيمان. وما إن تبزغ شمس يوم العيد حتى يبدأ المغاربة بالتهافت على المصليات، لأداء صلاة العيد بالساحات، التي تمتلئ بمئات الآلاف من المصلين، يأتون من كل الأحياء، حيث يخطب في هذه الحشود كبار الخطباء والعلماء. إقبال كبير يستهل المغاربة يومهم بأداء صلاة العيد، التي تشهد إقبالا متزايدا في السنوات الأخيرة...، يحضرها الرجال، والنساء، الأطفال، الشيوخ والشباب.. في مشهد مهيب، لدرجة أن المصليات لم تعد قادرة على استيعاب هذه الأعداد الهائلة من المصلين والمصليات المستجيبة لنداء شهود صلاة عيد الأضحى مع جمع المسلمين. هذا الإقبال على صلاة العيد، أرجعه محمد إلى موافقة الجو العام لهذه الصلاة المشهودة، التي لم يعد يتغيب عن حضورها إلا من كان له عذر شرعي في غالب الأحيان، مع بعض الاستثناءات التي لا يقاس عليها. مضيفا أن الصحوة الدينية التي يعرفها المغرب، ساعدت على تغيير كثير من المفاهيم التي هي من صميم الدين، وكان الناس على جهل بها. من جهته تطرق عبد الرحمن إلى ظاهرة حضور النساء والأطفال للمصليات، بشكل لم يكن معهودا، معتبرا أن هذا الحضور المتزايد أعاد للمصليات توازنها، وهو بحسبه ظاهرة صحية توافق السنة النبوية. وأضاف معلقا ''كل ذلك لتأكيد شهود النساء هذا المجمع العظيم، حتى من لم يكن منهن من أهل الصلاة. وكذلك كان يخرج الصبيان معأهلهم.موضحا أنالرسول صلى الله عليه وسلم كان يأمر أصحابه أن يخرجوا إلى المصلى مع نسائهم وأطفالهم. فيما يرى كثير من المصلين أن في حشد المسلمين رجالا ونساء وصبيانا في مصليات العيد تعظيم لهذه الشعيرة، وإظهار لهذه المناسبة واحتفال شرعي عظيم بهذا اليوم المبارك.لأنالتعارف وتبادل التهاني وشهود التوجيهات العامة الموحدة يحدث في المصلى بشكل لا يوجد في كل مسجد على حدة. بينما أكدت عائشة (أستاذة) أنها تحرص على شهود جمع المسلمين لصلاة العيد، لتشاركهم في بركة الدعاء وخير يوم العيد، لأنها سمعت أنه من لم يحج، شرع الله له صلاة عيد الأضحى في جمع المسلمين، وشرع له صيام عرفة الذي يكفر السنة الماضية والآتية. مصليات غير جاهزة هذا الإقبال على شهود صلاة عيد الأضحى، تواكبه عدم جاهزية بعض مصليات الأعياد بالمستوى الذي يتطلعون، وهنا تأتي مطالبة العديد من المواطنين بالاستعداد المناسب لتكون هذه المصليات جاهزة لاستقبال الأعداد الكبيرة للمصلين.وأن تحظ بالخدمات المرجوة بما يتناسب مع هذا الإقبال الكبير.. إذ أكد كثير منهم أنهم بالكاد يستطيعون أن يجدوا مكانا لهم يصلون فيه، فيما أضافت العديد من النساء أنهم إذا جئن متأخرات قليلا ولم يجدن أي مكان، قد يغادرن مباشرة، والبعض الآخر يضطر للوقوف حتى الانتهاء من الصلاة بسبب دخول أزواجهن أو إخوانهن للمصلى، دون توفر وسائل اتصال بهم بسبب الأعداد الهائلة من المصلين والمصليات. وأضاف مصلون أن إدارة الأوقاف والمساجد رغم جهودها، إلا أن هناك بعض التقصير المتمثل في تهيئة مصليات العيد، وبدا واضحا أن من يريد الصلاة يوم العيد عليه أن يحمل سجادة يدوية ليحمي ملابسه الجديدة من الأتربة ، أو حتى من سجادات المصلى القديمة إن وجدت والتي غالبا ما تكون في الصف الأول والثاني فقط .. وتجدد شكوى المواطنين من سوء تجهيز مصلى العيد، ومن ذلك الفرش، وتسوية الأرض ، ومكبرات الصوت، ومواقف السيارات ، وكذلك سوء التنظيم حيث تكون صفوف النساء قريبة من صفوف الرجال مما شكل صفوفا بعد صفوف النساء. من جهته، أكد عبد السلام مريزق المندوب العام للشؤون الإسلامية في الدارالبيضاء، على أن الاستعدادات تجدد مع إقبال كل عيد، وتشرف العمالات على تجهيز المصليات التي تستقبل وفود المصلين، وذلك لأجل أداء صلاة العيد في ظروف جيدة، مشيرا إلى المندوبية تحرص أن يقوم بخطبة العيد رؤساء المجالس المحلية. وأضاف مريزق بأن مكبرات الصوت التي تكون مصدر شكوى المواطنين، توكل الأمر في صيانتها إلى عمال الصيانة، في خدمة مؤدى عنها، وتشدد على أن تصل الخطبة إلى كل المصلين، ولكن التعامل مع الأجهزة قد تحدث فيه بعض المشاكل التقنية.